كان عرض دار Valentino واحداً من أكثر العروض المُنتظرة في أسبوع باريس للموضة، خاصةً أنه العرض الأول بعد تسلّم أليساندرو ميشيل مهام الإدارة الإبداعيّة في الدار الفرنسيّة الذي انتقل إليها من دار Gucci الإيطاليّة.
حرص ميشيل على أن يُشيد عرضه الأول هذا بتراث دار Valentino الغني، دون أن يتخلّى عن الجماليات التي تُميّز أسلوبه الخاص في التصميم. حملت المجموعة عنوان Pavillon des folies أو "جناح الجنون". وهي جسّدت الثراء الذي عرفته دار Valentino طوال تاريخها العريق دون أن تتخلّى عن الطابع المُعاصر للأناقة. وهو سعى إلى التعمّق في أرشيف الدار وإعادة إحياء العديد من عناصره الأيقونيّة مثل نقاط البولكا، والكشاكش، وعقد الفراشة، والزخارف الغنيّة.
مزجت نقاط البولكا بين الطابع الكلاسيكي واللمسات الحيويّة التي ظهرت على الأزياء بأساليب متنوّعة، فغطّت السترات ذات الخطوط الحادة وأثواب السهرة، أما الطابع المسرحي فتجلّى في استعمال الريش والقبعات الدراماتيكيّة الكبيرة، بالإضافة إلى طبقات الدانتيل، والكشاكش التي غطّت الأزياء.
بدا أسلوب أليساندرو ميشيل الشخصي واضحاً في تفاصيل هذه المجموعة. وهو استعان بالأكسسوارات مثل العمائم، الجوارب والقفازات المصنوعة من الدانتيل، شالات الفرو، البروشات على شكل حيوانات، الأحذية المُزيّنة بالعقد، والحقائب ذات الأشكال المُبتكرة.
تمّ خلال هذا العرض تقديم حوالي 85 إطلالة تنوّعت في أساليبها بين البوهيمي، والارستقراطي، والحيوي، والمُبتكر، والحالم، والمُطعّم بالكلاسيكيّة. فقد حرص أليساندرو ميشيل أن تُجسّد إطلالاته شخصيّات تعكس ذوقه الانتقائي من جهة وماضي دار Valentino العريق. وقد ساهم استخدام التطريزات الغنيّة، والأقمشة الفاخرة من دانتيل، وحرير، وبروكار في إظهار المهارة الحرفيّة التي تتميّز بها الدار.
يأتي هذا العرض ليُشير إلى حقبة جديدة في تاريخ دار Valentino، هي حقبة غارقة في الحنين إلى الماضي ولكنها تتطلّع أيضاً إلى المُستقبل. فقد أراد ميشيل أن يُكرّس دوره منذ البداية كحارس لتراث الدار الذي يتميّز بالفخامة والأناقة، دون أن يُلغي ذوقه المُبتكر لدرجة الغرابة. ولكننا لم نستطع أن نتلمّس في عرضه الأول الإضافة التي حملها إلى دار عريقة مثل Valentino. تعرّفوا على تصاميمه الخاصة من الأزياء الجاهزة للربيع والصيف المُقبلين.