سجلت شركة أدوية أميركية نتائج إيجابية لعلاج مرضى سرطان الرئة بعد مضي 5 سنوات، حيث منع تقدم المرض وأمدّ بحياة المرضى.
فقد كشف الدكتور ياسر الدرشابي، نائب الرئيس والمدير الطبي الإقليمي لشركة "فايزر" في منطقة الشرق الأوسط وروسيا وإفريقيا، لـ"العربية نت"، أن هذه النتائج الحديثة تظهر أن دواء "لورلاتينيب" ساعد المرضى على العيش لفترة أطول دون تقدم المرض.
وأوضح أن غالبية المرضى شهدوا فائدة مستمرة لأكثر من خمس سنوات، بما في ذلك حماية تقريباً جميع المرضى من تقدم الورم السرطاني في الدماغ، مشيراً إلى أن هذه التحسينات في نتائج المرضى المصابين بسرطان الرئة الغير صغير الخلايا الإيجابي لـ ALK تمثل تقدماً ملحوظاً في علاج سرطان الرئة.
كما أكد أن هذه النتائج تحيي آمال المرضى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، حيث لايزال مرض سرطان الرئة تحدياً رئيسياً في القطاع الصحي.
إلى ذلك لفت الدرشابي إلى أنه لا يمكن اعتبار العلاج هذا علاجاً جديداً، بل هو بُعد جديد لكيفية استخدام هذا الدواء على المدى الطويل لمساعدة مرضى سرطان الرئة على العيش لفترة أطول دون نمو الورم الخبيث.
واعتبر هذه النتائج الأولى من نوعها في التاريخ لأي ورم خبيث صلب، مما يُعطي أكثر من دليل على الفعالية، مبيناً أن الدليل على ذلك هو البقاء على قيد الحياة دون تقدم المرض.
أما عن نوع السرطان المستهدف، فأكد أن الدراسة أجريت على نوع محدد من سرطان الرئة، ومع ذلك أوضح أن النتائج الإيجابية هي دعوة واضحة وتشجيع لجميع الباحثين والمعاهد الأكاديمية لإجراء المزيد من الدراسات للحصول على أدلة علمية مماثلة لأنواع أخرى من السرطان.
في موازاة ذلك ذكر نائب الرئيس والمدير الطبي الإقليمي لشركة "فايزر" في منطقة الشرق الأوسط وروسيا وإفريقيا لـ"العربية نت" أن تجربة CROWN أظهرت نسبة غير مسبوقة بلغت 60% من المرضى الذين تلقوا علاج "ورلاتينيب" وبقوا على قيد الحياة دون تقدم المرض بعد خمس سنوات مقارنة بنسبة 8% بين المجموعة التي تلقت علاج كريزوتينيب.
وإضافة لذلك، كشفت النتائج المحدثة انخفاضاً بنسبة 81% في معدلات تقدم المرض أو الوفاة، و94% في مخاطر تقدم نقائل الدماغ مقارنة بعلاج "كريزوتينيب".
وفيما يتعلق بالآثار الجانبية للعلاج، كانت الآثار الأكثر شيوعا خلال الدراسة ونسبتها تزيد عن 20٪ للمرضى الذين استخدموا عقار "لورلاتينيب"، وتشمل هذه الآثار تورم الجسم، وزيادة الوزن، ومشاكل الأعصاب الطرفية، وتغيرات في الإدراك والمزاج.
بالإضافة إلى الإسهال وصعوبات في التنفس وآلام المفاصل وارتفاع ضغط الدم والصداع والسعال والحمى وارتفاع مستويات الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم.
كذلك أدت هذه الآثار الجانبية إلى التوقف الدائم عن العلاج لنسبة 5% من المرضى الذين تناولوا لورلاتينيب وتتوافق هذه النتائج مع نتائج تجربة لعام 2020.
في الأثناء أفاد الدرباشي بأن تجربة CROWN لا تزال مستمرة، مشيراً إلى أن الشركة ستواصل متابعة النتائج الثانوية اللاحقة، بما في ذلك إجمالي معدلات البقاء على قيد الحياة والتي سيتم تقييمها بمجرد الوصول إلى العدد المحدد مسبقاً ضمن البروتوكول المعتمد للدراسة.
وأكد أن نتائج الدراسة تعطي الأمل في علاج جديد يختلف عن العلاجات التي تفتقر لهذا الدليل العلمي الدامغ، وتُظهر إمكانية وقف تقدم هذا المرض الخبيث.
كما شدد على أنها تُبث الأمل لدى المرضى بإمكانية العيش لفترة أطول دون تقدم المرض، مما يُشجع على إجراء المزيد من الأبحاث لتطوير علاجات فعّالة لأنواع أخرى من السرطان.
يذكر أن سرطان الرئة يعتبر ثاني أكثر أنواع السرطان تسبباً بالوفيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ يتسبب بنحو 10% من جميع وفيات السرطان، وفق الدرشابي.
ولاتزال معدلات النجاة من هذا المرض في المنطقة سيئة نسبياً، حيث يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة 5 سنوات لدى 8% من المصابين، مقارنة بالمعدل العالمي الذي يتراوح بين 9% و15% ، بما قد يشير إلى ارتفاع معدلات تشخيص المرض بالمنطقة في مراحل متقدمة.
وتتأثر معدلات انتشار المرض في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالعديد من العوامل، بما يشمل التدخين، والتعرض للملوثات البيئية، والاستعداد الوراثي.