شاهد المدرب الفرنسي لوران بلان تطور والده جيلبرت من صانع خزانات مياه إلى نائب رئيس بلدية روسون، ليخلق في داخله شعور النجاح والتحول من طفل بائس إلى شخصية رياضية شهيرة.
عندما يزور لوران والديه في روسون، حيث لا وجود للمحركات الألمانية أو السيارات الرياضية الإيطالية الرائجة في مجال كرة القدم، ينسى متع الحياة ويتذكر مراحل طفولته عندما احتك بالطبقة العاملة وهو يشاهد والده الراحل يكسب رزقه متسلقا السلم الوظيفي بجدارة.
وكشف لينو ليناريس، صديق قديم للعائلة وعامل في المصنع الذي عمل به جيلبرت، والد بلان: عندما أرى الأب أرى الابن، شبه كبير بينهما في الشخصية، الحضور والهدوء وأيضا الشعور بالآخرين بالإضافة إلى الطيبة، الأشخاص المثاليون لنصح الآخرين.
جيلبرت كان صانعا لخزانات المياه التي تعمل بالآلات البخارية، المراجل، وممثل نقابي في مصنع بيتشيني في ساليندريس، وأضاف لينو: لم يكن هذا الدور صعبا عليه إطلاقا، لم يسمح لأي شخص بالإملاء عليه ولم يكن خائفاً من الذهاب إلى مكتب الرئيس ليقول إن الأمور لا تسير على ما يرام.
وفي ساليندرس يسكن المهندسون في بيوتهم الجميلة، بينما في روسون على بعد 500 متر حيث يقع المصنع الكيميائي يعيش العمال، حيث والد لوران.
وعرف جيلبرت بعدها النجاح الوظيفي إذ منذ 1970 حتى 2008 قبل وفاته بثلاثة أعوام، أصبح عضواً في المجلس البلدي ثم نائباً لرئيس البلدية قبل أن يترأس مجلس ولاة الأمور لفترة من الزمن.
وكان جيلبرت الداعم الأول لمسيرة لوران الرياضية بدءا من الفئات العمرية لمدرسة ساليندرس الثانوية وصول إلى نجوميته مع أندية برشلونة ومارسيليا وإنتر ميلان ومانشستر يونايتد.
وعاشت والدته ذكريات مقلقة عندما حضرت مباراة فرنسا والباراغواي في كأس العالم 1998 لتذهب إلى المراحيض بسبب التوتر الشديد ويقوم أصدقاء العائلة بمناداتها بعد تسجيل نجلها هدف الفوز الذهبي.
ولم تنس روسون الجميل لابنها لوران لتصمم ملعبا بلديا باسمه في 2004 كما يقام في الأول من مايو من كل عام بطولة لوران بلان.
وبين لمعانه في الدفاع والتتويج ببطولتي كأس العالم وكأس أوروبا ومسيرته مدربا التي عرف فيها 15 بطولة محلية مع ناديي بوردو وباريس سان جيرمان، لا ينسى مدرب اتحاد جدة القضية الجدلية الشهيرة في فرنسا التي عرفت باسم "قضية الحصص".
وجد لوران بلان نفسه في صلب قضية جدلية ظهرت للسطح في 2011، ففي أبريل من ذلك العام سربت "ميديابارت" الفرنسية محادثات في اجتماع الإدارة الفنية المحلية الخاصة باللاعبين الفرنسيين مزدوجي الجنسية في اجتماع أقيم في الثامن من نوفمبر 2010، حينها كان بلان مدرب المنتخب الأول.
وكان المحور الأهم في الاجتماع أن اللاعبين مزدوجي الجنسية باتوا يختارون منتخبات أخرى عندما يكبرون رغم لعبهم للفئات العمرية لفرنسا، ليقترح حينها فرانسوا بلاكار، مدير المنتخب الفرنسي المؤقت، أن تكون حصة اللاعبين مزدوجي الجنسية فقط 30% من المنتخب وأن يشكلون أكثر من هذا الرقم.
وسربت محاور الاجتماع بسبب أن شخصا حاضرا حينها وضع جهاز تسجيل للصوت تحت أحد الكتب. واستدعي بلان للإدلاء بأقواله العام الماضي حول القضية وكشف حينها "أن الاجتماع المعني حدث قبل 12 عاما من إدلائي بأقوالي وهو أمر محزن بالنسبة لي، لأن هذا الاجتماع سبب ارتباكا كبيرا بين جميع الحاضرين وقد كان تجربة سيئة لأن الحديث كان أن اللاعبين مزدوجي الجنسية يختارون منتخبات أخرى لاحقا.
وأضاف: عندما سربت المحادثات كان على وزارة الرياضة والاتحاد الفرنسي التدخل سريعا.