على الرغم من أن الضرر الناتج عن التواء الكاحل يحدث في الكاحل، فربما تحدث أيضًا بعض التغييرات في الدماغ فيما يتعلق بمدى إحساسه بالألم أو الحركة، بحسب ما نشره موقع Science Alert.
توصلت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة كانبيرا والمعهد الأسترالي للرياضة، إلى أن شيئًا مشابهًا يحدث عندما يحدث تغير في مقدار الوزن (أو الحمل) الذي يضعه الشخص على عضلات الطرف السفلي. فكلما اقترب الحمل من جاذبية الأرض الطبيعية، كان إحساسه بالحركة أكثر دقة؛ وكلما انخفض الحمل العضلي قلت دقته، مما يعني أن هناك حاجة إلى إعادة التفكير في كيفية تحكم الدماغ في الحركة واستجابته لها.
تاريخيًا، حاول علم الحركة تحسين وظيفة العضلات من خلال تدريب المقاومة وتمارين القلب والأوعية الدموية والمرونة.
إن إحدى القضايا الكبرى في علاج الإصابات الرياضية والوقاية منها هي أنه حتى عندما يشعر فريق الطب الرياضي بأن الرياضي جاهز للعودة، فإن خطر الإصابة في المستقبل يظل أعلى بمقدار ضعفين إلى ثمانية أضعاف مما لو لم يتعرض لإصابة قط. وهذا يعني أن الأطباء الرياضيين يغفلون عن شيء ما.
استهدف جوردون وادينغتون، أستاذ أبحاث الطب الرياضي بجامعة كانبيرا بالتعاون مع جيريمي ويتشولز، أستاذ مشارك في العلاج الطبيعي بجامعة كانبيرا وطالبة الدكتوراة آشلي مارشانت، في دراستهم البحثية المدخلات الحسية في محاولة لحل هذا اللغز. وكان الهدف هو تقييم قدرة الاستقبال الحسي، أو الإدراك، على التحكم في الحركة، في ضوء أن عدد الأعصاب المدخلة (الحسية) يفوق عدد الأعصاب المخرجة (الحركية) بنحو عشرة إلى واحد.
على مدى عشرين عامًا، طور العلماء أدوات تسمح لنا بتحديد جودة المدخلات الحسية إلى الدماغ، والتي تشكل الأساس لمدى قدرة الشخص على إدراك الحركة. ويمكن أن يكون قياس هذه المدخلات مفيدًا للجميع من رواد الفضاء إلى الرياضيين وكبار السن المعرضين لخطر السقوط.
• النظام الدهليزي (أعضاء توازن الأذن الداخلية)
• النظام البصري (استجابات حدقة العين للتغيرات في شدة الضوء)
• نظام استشعار الوضع في الأطراف السفلية (بشكل أساسي من أجهزة الاستشعار في عضلات وجلد الكاحل والقدم).
تسمح هذه المعلومات ببناء صورة عن مدى نجاح دماغ الشخص في جمع معلومات الحركة. كما تشير إلى أي من الأنظمة الثلاثة قد يستفيد من إعادة التأهيل أو التدريب الإضافي.
عند مشاهدة مقاطع فيديو لرواد فضاء، مثل تلك الموجودة على محطة الفضاء الدولية، يكون واضحًا أنهم يتحركون باستخدام أذرعهم فقط، مع تعليق أرجلهم خلفهم.
يوضح هذا كيف أن الجسم البشري عندما يترك جاذبية الأرض، يحصل على الحد الأدنى من المعلومات للنظام الحسي من جلد وعضلات الأرجل.
يقوم الدماغ بسرعة بتعطيل الاتصالات التي يستخدمها عادة للتحكم في الحركة. وهذا أمر جيد أثناء وجود رائد الفضاء في الفضاء، ولكن بمجرد أن يحتاج إلى الوقوف أو المشي على سطح الأرض أو القمر، فإنه يكون أكثر عرضة للسقوط والإصابة.
يمكن أن تحدث تغييرات مماثلة في الدماغ لدى الرياضيين بسبب التغيرات في أنماط الحركة بعد الإصابة. على سبيل المثال، فإن الإصابة بالعرج بعد إصابة الساق تعني أن الدماغ يتلقى معلومات حركة مختلفة تمامًا عن أنماط حركة تلك الساق. مع المرونة، قد يعني هذا أن نمط التحكم في الحركة لا يعود إلى حالة ما قبل الإصابة المثلى. وهكذا فإن تاريخ الإصابات السابقة هو أفضل مؤشر للإصابة المستقبلية، مما يشير إلى أن شيئًا ما يتغير في عمليات التحكم في حركة الرياضي بعد الإصابة - على الأرجح في الدماغ - والذي يمتد إلى ما بعد الوقت الذي تلتئم فيه الأنسجة المصابة.
ترتبط مقاييس مدى إدراك الرياضي للحركة بمدى أدائه الجيد في مجموعة من الرياضات. لذا فإن الوعي الحسي قد يكون أيضًا وسيلة لتحديد المواهب الرياضية في وقت مبكر.
في كبار السن وفي سياق منع السقوط، يمكن للدرجات الضعيفة في نفس مقاييس إدراك المدخلات الحسية أن تتنبأ بالسقوط في وقت لاحق. يمكن أن يكون السبب هو انخفاض النشاط البدني لدى بعض كبار السن. وتوضح فكرة "استخدمها أو تفقدها" كيف يمكن أن تتدهور اتصالات الدماغ لإدراك الحركة والتحكم فيها بمرور الوقت.
إن التقنيات الجديدة لتتبع القدرة الحسية تشكل جزءًا من اتجاه جديد في الرعاية الصحية يُطلق عليه اسم "الصحة الدقيقة"، التي تستخدم التقنيات والذكاء الاصطناعي للنظر في مجموعة العوامل (مثل تركيبتها الجينية) التي تؤثر على صحة الشخص وتوفير علاجات مصممة خصيصًا له.
إن تطبيق نهج الصحة الدقيقة في مجال التحكم في الحركة يمكن أن يسمح بإعادة تأهيل أكثر استهدافًا للرياضيين، وتدريب رواد الفضاء والوقاية من السقوط المبكر لكبار السن.