"أبل" قد تفقد مركزها كثاني أكبر الشركات قيمة.. فما السبب وراء فقدان الشركة بريقها؟


دبي - العربية Business 10/03/2024 04:56 AM

تراجعت شركة "أبل" - التي تعاني من تباطؤ في مبيعاتها من أجهزة آيفون في يناير/كانون الثاني - عن مكانتها كأكبر الشركات الأميركية من حيث القيمة لصالح شركة مايكروسوفت لأول مرة منذ عام 2021.

وها هي اليوم تواجه تحد جديد إذ تقف "إنفيديا" في أعقاب شركة "أبل" لتنتزع منها مكانتها كثاني أكبر شركة في العالم من حيث القيمة، مع استمرار تعطش المستثمرين للشركة المصنعة لأشباه الموصلات التي تعمل رقائقها على تشغيل أدوات الذكاء الاصطناعي الشهيرة مثل روبوت الدردشة (تشات جي.بي.تي).

وتعتبر "أبل" أول شركة في العالم تسجل قيمة سوقية عند 3 تريليون دولار في يونيو الماضي. بحلول 14 ديسمبر 2023، وصل سهمها إلى أعلى مستوى قياسي عند 197.86 دولارًا، مما رفع قيمتها السوقية إلى 3.08 تريليون دولار ويبدو أنها ضمنت مكانتها باعتبارها الشركة الأكثر قيمة في العالم.

لكن يتم تداول أسهم شركة "أبل" حاليا عند حوالي 170 دولارًا للسهم الواحد مع قيمة سوقية تبلغ 2.63 تريليون دولار. "مايكروسوفت"، التي تجاوزت القيمة السوقية في شهر يناير الماضي، تبلغ قيمتها الآن 2.99 تريليون دولار.

لماذا فقدت "أبل" بريقها؟

لقد تخلى المستثمرون المتفائلون عن شركة "أبل" هذا العام لأربعة أسباب بسيطة، بحسب العديد من التقارير الصحفية التي جمعتها "العربية Business".

أولاً، تتباطأ مبيعاتها من أجهزة iPhone - التي شكلت 58% من إجمالي مبيعاتها في الربع الأخير. انخفضت مبيعات iPhone بنسبة 2% في السنة المالية 2023 (التي انتهت في سبتمبر الماضي) ونمت بنسبة 6% فقط على أساس سنوي في الربع الأول من السنة المالية 2024 مع انتهاء دورة ترقية 5G.

وتسببت الرياح التنافسية والكلية المعاكسة في الصين في تفاقم هذا التباطؤ. وفقًا لـ "Counterpoint Research"، انخفضت مبيعات iPhone في الصين بنسبة 24% على أساس سنوي في الأسابيع الستة الأولى من عام 2024 وسط منافسة شديدة من "هواوي".

ثانياً، لم تتمكن شركة "أبل" من تعويض هذا التباطؤ من خلال بيع منتجاتها الأخرى. وانخفضت مبيعات أجهزة حاسوب Mac بنسبة 27% في السنة المالية 2023 وسط تباطؤ سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية الأوسع، ثم ارتفعت بنسبة أقل من 1% في الربع الأول من السنة المالية 2024.

وانخفضت مبيعات أجهزة iPad خلال الفترتين، وتوقفت مبيعات ساعات "أبل" مؤقتًا في ديسمبر الماضي وسط أزمة نزاع حول براءة الاختراع، وتظل نظارة Vision Pro أداة متخصصة باهظة الثمن لعشاق التكنولوجيا. كما تخلت مؤخرًا عن خططها التي استمرت عقدًا من الزمن لبناء سيارة كهربائية. ونتيجة لذلك، يتوقع المحللون أن ترتفع إيرادات وأرباح شركة "أبل" بنسبة 1% و7% على التوالي هذا العام.

ثالثًا، تضخمت تقييمات شركة "أبل" بسبب التوجه نحو أسهم الملاذ الآمن مع ارتفاع أسعار الفائدة وغيرها من الرياح المعاكسة الكلية التي هزت السوق في الفترة الأخيرة. حتى بعد تراجعها منذ بداية العام حتى الآن، لا يزال سهم شركة "أبل" لا يبدو وكأنه صفقة رابحة بأرباح آجلة تبلغ 26 ضعفًا - ومن المحتمل ألا يحد عائد توزيعات الأرباح الضئيلة التي تبلغ 0.6% من احتمالات هبوطها.

وأخيرًا، فرضت المفوضية الأوروبية مؤخرًا غرامة قدرها 1.8 مليار يورو (1.95 مليار دولار) على الشركة بسبب منع منافسيها من بث الموسيقى مثل "سبوتيفاي" من إبلاغ مستخدميها بخيارات الدفع الأرخص خارج متجر التطبيقات الخاص بها.

يمكن لشركة "أبل" دفع هذه الغرامة بسهولة، لكنها قد تمهد الطريق نحو حملة أوسع نطاقًا على قطاع خدماتها بالكامل - الذي يخدم أكثر من مليار مشترك مدفوع الأجر وغالبًا ما يُستشهد به كمحفز لنموها على المدى الطويل.


المصدر : alarabiya.net تاريخ النشر : 10/03/2024 04:56 AM

Min-Alakher.com ©2024®