يواجه أحد صنّاع المحتوى على "يوتيوب" في إيطاليا احتمال السجن، بعد أن تحوّل شغفه بمراجعة أجهزة الألعاب المحمولة التي تعمل بنظام أندرويد إلى قضية قانونية جدّية تتعلق بقرصنة الألعاب.

اليوتيوبر المعروف باسم "Once Were Nerd"، كان يُنتج محتوى متنوعًا يغطي أجهزة مثل Powkiddy وTrimUI، وهي أجهزة محمولة تُشغّل نظام أندرويد معدّل، وتتميز بقدرتها على محاكاة أنظمة الألعاب الكلاسيكية مثل Nintendo 64 وPlayStation Portable وSNES.

لكن هذه الأجهزة، التي باتت تُباع بأسعار زهيدة لا تتجاوز 100 دولار، عادةً ما تأتي محملة مسبقًا بمكتبات ألعاب مقرصنة (ROMs)، ما وضع صاحب القناة في مرمى السلطات الإيطالية، بحسب تقرير نشره موقع "arstechnica" واطلعت عليه "العربية Business".

وداهمت الشرطة المالية الإيطالية (Guardia di Finanza) منزل "Once Were Nerd" في أبريل الماضي، وصادرت أكثر من 30 جهازًا من أجهزة الألعاب المحمولة، إلى جانب طلب نسخ من مراسلاته مع مصنّعي هذه الأجهزة. وبحسب روايته، تعاون بشكل كامل مع المحققين، ونفى ارتكاب أي مخالفة قانونية.

منطقة قانونية رمادية

غم أن استخدام برامج المحاكاة بحد ذاته ليس غير قانوني، فإن وجود ألعاب محمية بحقوق النشر ضمن الأجهزة هو ما دفع السلطات إلى فتح التحقيق.

ويُشتبه بأن القناة قد تكون انتهكت المادة 171 من قانون حقوق النشر الإيطالي، ما قد يعرض صاحبها لعقوبة السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.

اللافت أن معظم مصنّعي هذه الأجهزة يتواجدون في الصين، مما يصعب ملاحقتهم قانونيًا.

ورغم ذلك، تقوم هذه الشركات ببيع أجهزة تحمل بطاقات microSD تحتوي على آلاف الألعاب، مروّجة لها بعبارات مبهمة مثل "أكثر من 7000 لعبة متوافقة".

"نيتندو" و"سوني" في دائرة الاتهام

كشفت التحقيقات أن الأجهزة المصادرة كانت تحتوي على ألعاب تابعة لشركات كبرى مثل "نينتندو" و"سوني"، المعروفة بتشددها في حماية ملكياتها الفكرية.

ولم تُكشف بعد الجهة التي رفعت الشكوى الرسمية، فيما تواصل السلطات الإيطالية فحص القضية التي قد تنتهي بإغلاق قناة "Once Were Nerd" على "يوتيوب".

يُشار إلى أن إيطاليا تُعد من أكثر الدول الأوروبية صرامة في تطبيق قوانين حقوق النشر، حيث سبق أن طلبت من "غوغل" تعطيل خدمات أسماء النطاقات (DNS) لمنع البث غير القانوني لمباريات كرة القدم.