من المدهش أن بيب غوارديولا وإنزو ماريسكا مدينان ببراعتهما التكتيكية إلى لعبة الشطرنج.

وقام مدربا مانشستر سيتي وتشيلسي بتدريب لاعبيهما بشكل منهجي على كيفية الاحتفاظ بالكرة باستخدام الحركة الذكية والفهم التفصيلي للعبة.

ومن المثير للاهتمام أن إعداداتهم كانت مستوحاة من لعبة الشطرنج، ورجل واحد على وجه الخصوص – ماغنوس كارلسن.

ويعد اللاعب البالغ من العمر "33 عاما" بطل العالم خمس مرات، ويعتبر على نطاق واسع أحد أفضل الأساتذة الكبار على الإطلاق ومن كبار مشجعي كرة القدم، وقد أثر بأفكاره على بعض من أفضل اللاعبين والمدربين في العالم.

ويحب نجوم منتخب إنجلترا هاري كين وترينت ألكسندر أرنولد وأنطوني جوردون لعبة الشطرنج، كما أطلق أسطورة ليفربول محمد صلاح على نفسه لقب "مدمن" اللعبة، ووصف كارلسن بأنه الرجل الذي يريد مواجهته بذكائه.

ولقد نجح النرويجي بالفعل في سحق أرنولد في 17 حركة، كما تفوق على قائد أرسنال مارتن أوديغارد.

ودرس غوارديولا عبقرية كارلسن بعد رحيله عن برشلونة في 2012، ويقول إنها ساعدته في أن يصبح تكتيكيا أفضل.

وقال عبر كتابه: ليس لديك أي فكرة عن مدى التشابه بين الأمرين، كان هناك شيء واحد قاله كارلسن وأحببته، قال إنه لا يهم إذا كان عليه تقديم بعض التصحيات في بداية اللعبة، لأنه يعلم أنه أقوى في المراحل الأخيرة.

وأضاف في كتابه "بيب كونفيدينتال": لقد جعلني هذا أفكر ويجب أن أتعلم كيف أطبق ذلك في كرة القدم.

وكان كارلسن وغوارديولا قد أجريا مقابلة في وقت سابق مع شركة "بوما"، قال فيها الاستاذ الكبير: في الشطرنج وكرة القدم، الشيء المهم هو السيطرة على الوسط، إذا كنت تتحكم في الوسط، فإنك تتحكم في الملعب، وهناك أمر آخر وهو أنه في لعبة الشطرنج تهاجم من جانب واحد، وبالتالي تفرط في الهجوم، ثم تقوم بالتبديل حتى تتمتع بميزمة الجانب الآخر، ومن حيث المساحة، فإن الأمر مشابه بشكل ملحوظ.

كتب ماريسكا أطروحة تكتيكية قبل وقت طويل من توليه منصب المدير الفني لفريق تشيلسي، وقارن الكثير من تفكيره بالشطرنج.

وأوضح: لا يمكن للمدرب أن يستفيد من اكتساب عقب لاعب شطرنج جيد، وتوصلت إلى أن لعب الشطرنج يمكن أن يدرب عقل المدرب، العنصر الأساسي في لعبة الشطرنج هو المنطق الذي يقود اللاعب إلى فهم ومن ثم التنبؤ بتحركات المنافسين، لوحة الشطرنج تشبه ملعب كرة القدم الذي يمكن تقسيمه إلى ثلاث قنوات – قناة مركزية واثنتين خارجيتين.

وأضاف: في كرة القدم، كما هو الحال في الشطرنج، يمكن أن تكون اللعبة الداخلية أكثر إثارة للاهتمام لأنها الأسرع والأكثر مباشرة نحو المرمى أو الملك.

وفي الوقت الحالي يركز كارلسن على الفوز ببطولة دوري الشطرنج العالمي المقبلة، والتي من شأنها أن تمنح فريقه جائزة قدرها مليون دولار.

لكن عيناه تتجهان أيضا للعب ضد صلاح، حيث قال لصحيفة "الأوبزرفر": لم أقابله بعد ولكني بالتأكيد أحب أن أقابله – بالإضافة إلى الرياضيين الآخرين الذين أعجب بهم والذين يلعبون الشطرنج.

وزاد: يلعب أوديغارد قليلا، إنه ليس لاعبا سيئا.