بعد اللغط الذي لف إعلان الجيش الإسرائيلي وقفا تكتيكيا لعملياته القتالية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وما شنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من هجوم لاذع عليه يبقى التوتر سيد الموقف.

"خارج الصندوق"

فقد شدد نتنياهو في جلسة الحكومة الأحد، على أن إسرائيل دولة لديها جيش وليس العكس، معتبرا تلك القرارات قرارات غير مقبولة اتخذت على المستوى العسكري.

وللتعليق عن هذا الموضوع، استضاف الزميل طاهر بركة في برنامجه "خارج الصندوق" مساء الأحد، من تل أبيب الدبلوماسي الإسرائيلي السابق مائير كوهين، ومعه من حيفا العسكري الإسرائيلي السابق موشيل إلغاد.

وأثناء الحديث، رأى الضيفان أن الخلافات بين القادة في أوقات الحرب أمر طبيعي، زاعمين أن إسرائيل "دولة ديمقراطية".

ليرد بركة بأن الحكومات تتغنى عادة بديمقراطيتها خارج أوقات الحرب، خصوصا وأن العمليات العسكرية في قطاع غزة لم تحقق أياً من أهدافها لا بالقضاء على حركة حماس، ولا باسترجاع الأسرى.

وفيما إذا كان الجيش تحت إمرة الحكومة أم العكس، زعم كوهين بأن هناك "حرب إبادة جماعية" تشن على إسرائيل، في إشارة منه إلى عدد قتلى هجوم السابع من أكتوبر، فسأله بركة بالمقابل عن رأيه بالاستهدافات الإسرائيلية للقطاع المحاصر والتي خلفت أكثر من 37 ألف ضحية حتى اليوم.

فرد الضيف بأن هذا الأمر يحدث بالحروب، فتساءل بركة فيما إذا كانت الضيف يرى هذا التبرير منطقياً من الناحية الإنسانية والأخلاقية لقتل 37 ألف فلسطيني!.

وتدخل الضيف الآخر أيضاً زاعماً أن إسرائيل قتلت آلافا في غزة "عن غير قصد"، مشددا على أنها لم تقتل فلسطينياً عن عمد!، فرد بركة بأن 37 ألف شخص عن طريق الخطأ أمر غير معقول.

توتر كبير

يشار إلى أن التوتر بين الجيش والحكومة أتى عقب إعلان الجيش الإسرائيلي بوقت سابق من الأحد، بأنه سيلتزم "بهدنة تكتيكية في الأنشطة العسكرية" يومياً في قسم من جنوب غزة خلال ساعات محددة من النهار للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمر والذي تهدده المجاعة بعد 8 أشهر من الحرب.

وقال في بيان إن "الهدنة التكتيكية ستطبق من الساعة 8.00 إلى الساعة 19.00 كل يوم وحتى إشعار آخر" انطلاقاً من معبر كرم أبو سالم وحتى طريق صلاح الدين ومن ثم شمالاً.

كما أضاف أنه تم اتخاذ هذا القرار في سياق الجهود "لزيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة"، إثر محادثات مع الأمم المتحدة ومنظمات أخرى.

غير أنه أوضح لاحقا أنه "لا يوجد وقف للأعمال القتالية في جنوب قطاع غزة"، مشدداً على أن العمليات العسكرية "في رفح مستمرة".

فيما تصاعدت الانتقادات الدولية والأممية لإسرائيل، نتيجة حصارها المطبق على القطاع، الذي يعاني سكانه من نقص حاد في الغذاء والدواء.