خلال القرن الماضي، تميز السياسي الكوري الشمالي، وجد الرئيس الحالي لكوريا الشمالية، كيم إل سونغ (Kim Il Sung) بتقاربه مع الاتحاد السوفيتي، خاصة بعهد جوزيف ستالين، وجمهورية الصين الشعبية التي نشأت على يد ماو تسي تونغ سنة 1949. وفي الأثناء، يصنف كيم إل سونغ كمؤسس كوريا الشمالية المعروفة أيضا بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية. وقد تزعم الأخير البلاد منذ نشأتها عام 1948 لحين وفاته سنة 1994. فمع رحيله سنة 1994، ترك كيم إل سونغ مقاليد الحكم لابنه كيم يونغ إل (Kim Jong Il).
قبل الساعة الثانية عشر صباح يوم 7 تموز/يوليو 1994، انهار كيم إل سونغ بمقر إقامته بهيانغسان (Hyangsan) عقب معاناته من نوبة قلبية مفاجئة. وأمام هذا الوضع، اتخذ ابنه كيم يونغ إل قرارا بإبعاد جميع الأطباء الذين تواجدوا بشكل مستمر بجانب والده واستدعى في المقابل عددا من أفضل أطباء بيونغ يانغ للحضور على عين المكان.
وبعد ساعات، حلّ هذا الطاقم الطبي على عين المكان. وعلى الرغم من تواصل عمليات إنقاذ كيم إل سونغ لحدود الساعة الثانية صباحا يوم 8 تموز/يوليو 1994، أعلن رسميا عن وفاة كيم إل سونغ بعد مضي حوالي 34 ساعة عن إصابته بنوبة قلبية.
وبالقناة الرسمية الكورية الشمالية يوم 9 تموز/يوليو 1994، أعلن المذيع تشون هيونغ كيو (Chon Hyong-kyu) عن وفاة كيم إل سونغ عن عمر ناهز 82 عاما.
عقب وفاة والده، أعلن كيم يونغ إل الحداد الوطني لمدة عشرة أيام تزامنا مع تزعمه للجنة جنائزية للإشراف على مراسم جنازة كيم إل سونغ. وفي الأثناء، حضر مئات الآلاف من الكوريين الشماليين بالعاصمة يوم 19 تموز/يوليو 1994 لمتابعة مراسم جنازة قائدهم الذي توفي في الثانية والثمانين من العمر. لاحقا، وضع جثمان كيم إل سونغ، الذي وقع تحنيطه، بتابوت زجاجي داخل قصر كومسوسان (Kumsusan) لأغراض المشاهدة. وبينما وضع رأس كيم إل سونغ على وسادة من الطراز الكوري، تمت تغطية قسم من جسده بعلم حزب العمال الكوري.
على الصعيد الدولي، أثارت وفاة كيم إل سونغ العديد من ردود فعل متباينة. فبينما صنفته بلاده بالرئيس والقائد الأبدي للوطن، قدّم الرئيس الأميركي بيل كلينتون تعازيه للشعب الكوري الشمالي وتحدث عن أهمية عودة المفاوضات بين الأميركيين والكوريين الشماليين خلال فترة كيم إل سونغ. فضلا عن ذلك، دعا الرئيس الأميركي القيادة الجديدة لكوريا الشمالية لمواصلة المفاوضات بين بيونغ يانغ وواشنطن وتجنب التصعيد بالمنطقة. من جهته، قدم القائد الصيني دينغ شياوبينغ (Deng Xiaoping) تعازيه للكوريين الشماليين وأثنى على خصال كيم إل سونغ واصفا إياه برفيق السلاح المقرب.
من ناحية أخرى، رفض الرئيس الروسي بوريس يلتسن إرسال تعازيه للشعب الكوري الشمالي بسبب تردي العلاقات بين الدولتين بتلك الفترة. وفي المقابل، كلف الأخير رئيس وزرائه فيكتور تشيرنوميردين (Viktor Chernomyrdin) بالقيام بذلك.