قدّم المصمم البلجيكي درايس فان نوتن آخر عروضه ضمن فعاليات أسبوع باريس للأزياء الرجاليّة، وقد أنهى بذلك مسيرةً مهنيّة استمرّت 38 عاماً وتضمّنت 150 مجموعة و129 عرضاً للأزياء.
شكّل هذا العرض، الذي حضره 800 مدعو، احتفالاً بمسيرة فان نوتن الطويلة، وقد تضمّن إشارات لمجموعاته السابقة إلى جانب تصاميم جديدة مُبتكرة لم يبتعد فيها عن خطّه المُتمثّل بتقديم أزياء رجالية مستوحاة من الطراز الكلاسيكي ومُزيّنة بتفاصيل تتنوّع بين طبعات الأزهار، التطريزات اليدويّة، والخلطات اللونيّة غير المتوقعة.
استكشف فان نوتن في هذه المجموعة موضوعات الوقت والذاكرة، واستعمل في تنفيذ إطلالاته أقمشة بسيطة وأنيقة مثل القطن والكتان، ولكنه استعان أيضاً بخامات شفافة وغير متوقعة مثل الأورغنزا والبولياميد اللامع والرقيق كما استعان بمطبوعات الأزهار التي تمّ تنفيذها باستخدام تقنيّة يابانيّة تقليديّة وأضافت لمسة من التفاؤل على المجموعة.
كان لافتاً التنوع في أعمار العارضين المُشاركين بهذا العرض للدلالة على مُقاربة شموليّة للموضة مبنيّة على فكرة أن الأزياء للجميع، ومن المنتظر أن يتهافت محبو تصاميم Dries Van Noten على اقتناء العديد من تصاميم هذه المجموعة، ومنها سترة يتغيّر لونها اعتماداً على الضوء.
باختصار، يمكن القول إن هذه المجموعة من الأزياء الرجالية لصيف 2025 جاءت بمثابة تكريم لمصمم أسطوري، وهي أشبه باحتفال بإنجازاته السابقة ونظرة مُفعمة بالأمل نحو المُستقبل.
يحظى دريس فان نوتن باحترام كبير في عالم الموضة، وقد شكّل قرار اعتزاله عن عمر 66 عاماً، الذي أعلن عنه في الربيع الماضي، مُفاجأة للكثيرين ولكنه علّله حينها بقوله "أشعر بأن الوقت قد حان لإفساح المجال لجيل جديد من المواهب لجلب رؤيتهم إلى العلامة التجاريّة".
ومن المُنتظر أن يتولّى الفريق الذي عمل معه لسنوات تصميم التشكيلات بعد اعتزاله، على أن يكتفي هو بدور استشاري يتعلّق بالتشكيلات وتصميم المتاجر ونقاط البيع التي يصل عددها إلى 500 حول العالم.