عشية مباراة فرنسا والبرتغال، قال قائد منتخب "الديوك" كيليان مبابي في مؤتمر صحافي، إن هناك "ضرورة ملحة للتصويت" غداً الأحد بعد "النتائج الكارثية" للدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التي شهدت حصول حزب التجمع الوطني (أقصى اليمين) على المركز الأول.
إلا أن هذا الكلام لم يرق لمارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني، التي انتقدته بشدة وأثار غضبها وأعضاء حزبها.
فقد رأت لوبان أن الفرنسيين سئموا من أن يُلقنوا المحاضرات والنصائح حول كيفية التصويت، مضيفة أن مبابي لا يمثل الفرنسيين من أصول مهاجرة، لأن هناك الكثير منهم يعيشون على الحد الأدنى للأجور، ولا يستطيعون تحمل تكليف السكن والتدفئة، مقارنة بأشخاص مثل مبابي، في مقابلة مع شبكة CNN.
وقالت "إن هذه التوجهات لدى الممثلين ولاعبي كرة القدم والمغنين للظهور وإخبار الشعب الفرنسي بكيفية التصويت، وخاصة الأشخاص الذين يكسبون 1,300- 1,400 يورو شهريا، بينما هم مليونيرات، بل حتى مليارديرات يعيشون في الخارج، بدأ يتلقى استقبالاً سيئًا في بلدنا".
كما أكدت أن هؤلاء الأشخاص محظوظون للعيش بشكل مريح، محميين من عدم الأمان والفقر والبطالة وكل ما يعاني منه مواطنو فرنسا.
واختتمت لوبان بقولها: "هذه الانتخابات هي انتخابات تحرير، تُعتبر وسيلة للشعب الفرنسي لاستعادة السيطرة على مصيرهم والتصويت كما يرونه مناسبا".
لم تقف الأمور هنا، حيث أكد سيباستيان شينو، نائب رئيس الحزب، أن مبابي يجب أن يظهر بعض التحفظ عند ارتداء قميص المنتخب الفرنسي.
يذكر أن مبابي كان شدد على أن وجوب عدم وضع البلاد في أيدي أقصى اليمين، مؤكداً أن الأمر ملح حقا، بدون أن يذكر التجمع الوطني بالاسم.
من جانبه، أكد الرئيس البرازيلي اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أهمية "ضمان الديمقراطية" لمواجهة أقصى اليمين الذي يأمل الفوز بالانتخابات التشريعية في فرنسا الأحد، ورحب بموقف نجم الكرة الفرنسي.
وكتب لولا مساء الخميس على موقع إكس "هل سمعتم تصريحات مبابي؟ لقد دعا الشعب الفرنسي إلى عدم السماح للفاشيين والنازيين وأقصى اليمين بحكم فرنسا، لأنه يعرف ما هي المشاكل عندما يصل المتطرفون إلى السلطة".
وكان حزب التجمع الوطني قدم أداء قويا، بفوزه بنحو 33% من الأصوات على مستوى البلاد، في الجولة الأولى من سباق الانتخابات المبكرة.
فيما ستعقد الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، الأحد.
غير أن الخوف من قيام حكومة برئاسة أقصى اليمين، ما سيشكل سابقة في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، مازال سيد الموقف، رغم انسحاب حوالي 200 مرشح من اليمين ويمين الوسط واليسار لقطع الطريق أمام مرشحي التجمع الوطني في الدورة الثانية.