يرى الكثيرون أن مرحلة التقاعد يجب أن تكون فترة ذهبية في حياة المرء، حيث يستمتع بثمار عمله الشاق طوال مسيرته العملية، لكن بحسب ما جاء في تقرير نشره موقع Global English Editing، ربما تقف بعض العادات عائقًا في طريق تحقيق هذا الحلم، حيث يتلخص الفرق بين التقاعد المُرضي والتقاعد العادي في اختيارات نمط الحياة.
فإن التمسك بالعادات السيئة التالية يمكن أن يؤدي إلى حياة غير مرضية في مرحلة التقاعد:
لا يتوقف الانضباط المالي بمجرد بلوغ مرحلة التقاعد، بل إنه يصبح أكثر أهمية. يواجه المتقاعدون تحدي العيش على دخل ثابت. إن وضع ميزانية يعد مصطلحًا مرتبط غالبًا بسنوات ما قبل التقاعد، لكن لا تتلاشى أهميته بعد بلوغ سن الخروج إلى المعاش. تكمن الفكرة الأساسية في أن الشخص يكون بحاجة إلى التخطيط والتحكم في إنفاقه بناءً على دخله وعائدات مدخراته.
من الحالات الشائعة أنه عندما يتقاعد الشخص، فإنه غالبًا ما يقع في فخ الإنفاق دون تتبع، على افتراض أن مدخراته ستكفي. لكن يمكن أن تؤدي تلك العادة إلى التعرض لضغوط مالية وحتى الإفلاس في السنوات اللاحقة.
في سنوات التقاعد المبكرة، يمكن أن يميل الشخص إلى عيش نمط حياة خامل، يتمثل في قراءة المزيد من الكتب أو مشاهدة التلفزيون بإفراط، وبشكل عام، ممارسة نشاط بدني أقل. وللأسف، يمكن أن يبدو الأمر غير ضار في البداية، بخاصة أنه يمثل تغييرًا واستراحة بعد سنوات من جداول العمل المحمومة.
وسرعان ما يعاني الشخص من شعور بالخمول وألم متكرر في المفاصل وربما تدهور الصحة العامة، لذا فإن العناية بالصحة الجسدية أمر بالغ الأهمية. ولا يتعلق الأمر فقط بتجنب المرض، بل إن ممارسة نشاط بدني مناسب يساعد على تحسين الحالة المزاجية والفوز بنوم جيد وحتى شحذ العقل.
إن دماغ الإنسان تشبه عضلات جسمه، إذا لم يستخدمها، فإنها تبدأ في فقدان كفاءتها. في الواقع، أظهرت الدراسات أن الانخراط في أنشطة تحفيزية عقليًا يمكن أن يساعد في منع التدهور المعرفي والوقاية من خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر.
يمكن أن تساعد الأنشطة مثل القراءة أو العزف على آلة موسيقية أو تعلم لغة جديدة، أو حتى حل الألغاز في الحفاظ على حدة العقل كما أنها تضيف أيضًا شعورًا بالإنجاز والرضا إلى حياة المرء بعد التقاعد.
من السهل الانزلاق إلى نمط من العزلة الاجتماعية بعد التقاعد. تتوقف التفاعلات الاجتماعية المنتظمة التي يوفرها مكان العمل فجأة، وإذا لم يكن ذلك مقصودًا، فربما يجد الشخص نفسه يقضي وقتًا أطول بمفرده.
لكن يجب تذكر دائمًا أن البشر مخلوقات اجتماعية، وأنهم يزدهرون بالتواصل والتفاعل مع الآخرين. وتُظهر الأبحاث أن الحفاظ على الروابط الاجتماعية يمكن أن يؤدي إلى حياة أطول وأسعد.
يوجد لدى كل شخص لحظات في الماضي، تتضمن قرارات قام باتخاذها أو عدم انتهاز فرص ما أو مسارات لم يسلكها، ويتمنى لو كان بإمكانه تغييرها. لكن التقاعد ليس الوقت المناسب للتأمل في الماضي والندم على ما فات. إن الإصرار على الندم على ما فات يمكن أن يلقي بظلاله الطويلة على ما ينبغي أن تكون عليه السنوات الأكثر إشباعًا في حياة المرء، الذي يمكن أن يبقى عالقًا في الماضي، غير قادر على الاستمتاع بالحاضر بشكل كامل.
يقع البعض في فخ أنه أصبح حرًا بدون التزامات أو ارتباطات في العمل، وينخرط في مساعدة الآخرين. ويدرك بعدئذ أنه وضع احتياجات الآخرين قبل أولوياته الشخصية، التي تجعله سعيدًا. إن الاهتمام بالرعاية الذاتية ليست أنانية إنما هي ضرورة. يبقى أنه من الضروري أن يتعرف الشخص على احتياجاته وأولوياته واتخاذ خطوات لتلبيتها. يمكن أن يكون الأمر بسيطًا مثل قراءة كتاب أو ممارسة هواية أو حتى مجرد أخذ قيلولة عندما يشعر بالرغبة في ذلك.
إن التقاعد هو الوقت المثالي لإعطاء الأولوية لرعاية الذات.
إن التغيير جزء طبيعي من الحياة، كما أن التقاعد مرحلة مهمة. إنها فترة انتقالية تجلب الكثير من التغييرات، سواء كانت كبيرة أو صغيرة. ومن السهل مقاومة هذه التغييرات، والتشبث بالروتين القديم وأساليب حياة ما قبل التقاعد.
ولكن يبقى أن التغيير هو التطور الثابت الوحيد. وأن المفتاح إلى تقاعد ممتع ومُرضٍ يكمن في احتضان هذه التغييرات بدلاً من مقاومتها.
إن مرحلة التقاعد في واقع الأمر هي مجرد بداية لفترة جديدة تتطلب تخطيطًا فريدًا من نوعه. سواء كان الأمر متعلقًا بالمال أو الصحة أو نمط الحياة، فإن التخطيط لسنوات التقاعد أمر بالغ الأهمية. يبدأ العديد من الأشخاص في التقاعد من دون خطة عمل وسرعان ما يجدون أنفسهم يشعرون بالضياع أو عدم الرضا. ينبغي أخذ الوقت الكافي للتفكير فيما يريده الشخص من سنوات تقاعده ووضع خطة لتحقيقه.