يتمتع الذكاء الاصطناعي التوليدي بالقدرة على أن يكون "تكنولوجيا ثورية"، حيث إن الكفاءات التي يمكن أن يجلبها الذكاء الاصطناعي إلى العديد من الخدمات مثل الصناعات التجارية والقانونية والطبية الأساسية ستصبح واضحة بسهولة في وقت أقرب مما يتوقعه الكثيرون، بحسب تقرير لـ"سيتي بنك".

وكشف التقرير بعنوان "Wealth Outlook 2024"، الذي اطلعت عليه "العربية Business"، أن قطاعي التكنولوجيا والمالية قد يكونان من بين القطاعات الاقتصادية الأكثر تأثراً من الذكاء الاصطناعي في السنوات القليلة القادمة، بينما ستكون الموارد الطبيعية وتكنولوجيا المناخ هي الأقل تأثراً.

فيما يلي تداعيات الذكاء الاصطناعي على أبرز 7 قطاعات عالميا، بحسب "سيتي".

• التكنولوجيا المالية

  يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحسين جودة الاستثمار والأسواق والتداول الخوارزمي، وتمكين استخدام أكثر قوة للبيانات والسماح بتحليل وتسعير أفضل لمخاطر التأمين. وتشمل الفرص الأخرى تحسين خدمة العملاء عبر برامج الدردشة الآلية والمساعدين الرقميين، وتحسين اكتشاف عمليات الاحتيال ومنعه، ومراقبة الامتثال الآلي المعززة.

• الاستهلاكي

تقوم شركات السلع الاستهلاكية الأساسية – مثل الأغذية والمشروبات وصانعي المنتجات المنزلية والشخصية – باستكشاف ونشر أدوات الذكاء الاصطناعي عبر عملياتها. وقد يعني هذا ابتكارًا أسرع واستخدامًا أكثر كفاءة للبيانات في أنشطة التصنيع وسلسلة التوريد والتسويق. ويعد تعزيز الاستدامة عن طريق الحد من استهلاك النفايات والطاقة وسيلة أخرى. ويعتبر "سيتي" أن قطاع الترفيه التقليدي يتكيف بشكل أبطأ. وترى شركات المجوهرات إمكانات في التصميم، ولكن ليس بعد في عمليات التلميع.

• الرعاية الصحية

من المرجح أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثيرات عميقة في اكتشاف الأدوية وتصميمها. كما سيؤدي أيضًا إلى إحداث تقدم في اختيار المرضى وتوظيفهم للتجارب السريرية وتحسين أخذ العينات والمبيعات. يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي أيضًا في التواصل مع المرضى، مثل تذكيرهم بالعادات الصحية بالإضافة إلى تبسيط مهام الطبيب بما في ذلك تدوين الملاحظات وإدخال البيانات في السجلات الصحية الرقمية.

ويمكن أن تأتي التحسينات أيضًا في ترميز مخاطر المريض، ونزاهة الدفع، والتأكد من أن العلاجات فعالة من حيث التكلفة وضرورية. يتضمن اعتماد هذه التكنولوجيا إنشاء أنظمة لحماية خصوصية المريض والطبيب والمستشفى، من بين اهتمامات البيانات الأخرى.

• التكنولوجيا الصناعية والنقل

يتم رقمنة العمليات الصناعية بشكل متزايد. تسمح منصات إنترنت الأشياء (IoT) للمستخدمين النهائيين بإنشاء تطبيقات خاصة بالصناعة وعملية محددة. يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يوسع بشكل كبير القدرة على إنشاء التعليمات البرمجية، مما يفتح السوق بشكل كبير لتحليل البيانات على منصات إنترنت الأشياء الصناعية.

في مجال السيارات والتنقل، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالعديد من الاستخدامات في المركبات ذاتية القيادة وقد يؤدي إلى تطوير المنتجات والتصنيع والخدمات التي تواجه العملاء. ومن الممكن أيضًا ظهور عملية اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً في أنظمة الدفاع.

• العقارات

يعتبر قطاع العقارات بشكل عام أقل انكشافا على الذكاء الاصطناعي التوليدي مقارنة بالقطاعات الأخرى. على الأقل خلال السنوات القليلة الأولى من الاعتماد، من المتوقع أن يزداد الطلب على مراكز البيانات. يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي دور يلعبه في المباني الذكية، حيث يساعد في أتمتة درجة الحرارة والإضاءة وأجهزة الإنذار وأجهزة استشعار التسرب والأمن.

وفي الوقت نفسه، يمكن لروبوتات الدردشة أن تعزز التطبيقات التي تواجه المستهلك في الفنادق والممتلكات السكنية. يمكن أن تتلقى المساحات المكتبية دفعة محتملة من طلب شركات الذكاء الاصطناعي على المدى القريب، ولكنها قد تعاني في حالة توفير وظائف الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع.

• الموارد الطبيعية وتكنولوجيا المناخ

إن مكاسب إنتاجية قوية من الذكاء الاصطناعي في البداية تعتبر أقل احتمالا بالنسبة لهذا القطاع، نظرا للافتقار النسبي إلى الأدوار التي تواجه العملاء. ومع ذلك، قد تنشأ الفرص جنبًا إلى جنب مع زيادة الكهرباء والترابط، إلى جانب المزيد من الأجهزة الذكية والمزيد من الطاقة الموزعة (على سبيل المثال، الطاقة الشمسية على الأسطح).

ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الزيادة الناتجة في البيانات المنتجة لإدارة الطلب واستخدام المصنع، مما يؤدي إلى استخدام أكثر كفاءة للطاقة.

• تأثير الذكاء الاصطناعي الأوسع نطاقا

يبدو، بحسب تقرير "سيتي" الذي اطلعت عليه "العربية Business"، أنه لا يوجد قطاع في الاقتصاد لن يمسه الذكاء الاصطناعي أو التطبيقات التي قد يتيحها. ومن المرجح أن يتم تعزيز الإنتاجية في العديد من الصناعات ودمج قدرات الذكاء الاصطناعي في العمليات الحالية، مثل البرامج، والتي ستجعل قيمتها واضحة بسهولة للمستخدمين الذين اعتادوا الاعتماد على الآخرين لإكمال المهام.