في مارس الماضي، قرر جيف ياس دعم ترشيح دونالد ترامب للرئاسة الأميركية من قبل الحزب الجمهوري، وراهن عليه بكل قوته.

"ياس" المالك الرئيسي لشركة "سسكويهانا" التي تأسست كصانع سوق في الأوراق المالية، دعا ترامب لإلقاء كلمة في فعالية لنادي النمو "Club for Growth Action"، بعد أن تجنبت المجموعة المحافظة الرئيس السابق لصالح منافسيه خلال الانتخابات التمهيدية.

جاء ذلك في وقت حاسم لترامب، الذي كان لا يزال يواجه تكاليف دعاوى قضائية متعددة، ولم يكن يحظى بعد بدعم أغنى رجل في العالم، إيلون ماسك.

كان ذلك أيضًا وقتًا حساسًا لياس، البالغ من العمر 66 عامًا، المؤسس المشارك لشركة التداول "سسكويهانا إنترناشونال غروب"، حيث كان مساهمًا رئيسيًا في شركة "بايت دانس" الصينية العملاقة للتواصل الاجتماعي بحصة تقدّر بنحو 15%، وفقًا لمؤشر "بلومبرغ للملياديرات"، والتي كانت تواجه ضغطًا تشريعيًا متجددًا لحظر تطبيقها للتواصل الاجتماعي "تيك توك" في الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أن الحظر أصبح قانونًا، إلا أن ترامب أوقف تنفيذه في أحد أوائل قراراته بعد توليه منصبه.

وارتفعت قيمة "بايت دانس" منذ ذلك الحين، مما ساعد ياس على أن يصبح أغنى رجل في مجال التمويل بعد وارن بافيت، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، حيث كسب نحو 17 مليار دولار.

تضاعفت ثروة ياس تقريبًا لتتجاوز 63 مليار دولار منذ أن تم حسابها لأول مرة بواسطة مؤشر الثروة في أواخر عام 2022، وهو الآن يحتل المرتبة 23 بين أغنى أغنياء العالم، متفوقًا على عمالقة المال، بمن فيهم توماس بيترفي "58.9 مليار دولار"، مؤسس شركة إنتراكتيف بروكرز غروب، وستيفن شوارزمان، المؤسس المشارك لشركة بلاكستون "49 مليار دولار".

يستفيد أيضًا آرت دانتشيك، وهو مؤسس مشارك آخر في "سسكويهانا" وعضو في مجلس إدارة "بايت دانس" فقد نمت ثروته إلى 16.6 مليار دولار من 10.8 مليار دولار في مايو، وفقاً لمؤشر الثروة.

صرح ممثلو "سسكويهانا" وترامب في وقت سابق أن ياس والرئيس الأميركي لم يناقشا تطبيق التواصل الاجتماعي أبدًا، وفق ما نقلته "بلومبرغ"، واطلعت عليه "العربية Business".

"سسكويهانا" تُعدّ لاعبًا رئيسيًا في أسواق الخيارات والأسهم والطاقة والسندات والعملات الأجنبية، وتبلغ قيمتها السوقية حوالي 50 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للثروات، الذي يُنسب إلى ياس حصة 51% منها.

وتميل شركات التداول مثل "سسكويهانا" إلى تحقيق أداء جيد عندما تكون أحجام التداول مرتفعة والأسواق متقلبة، وقد شهدت الشركات المنافسة ارتفاعًا في إيراداتها العام الماضي على خلفية أسواق الأسهم والخيارات القوية.

انعكاس في المواقف

تحرك ترامب لإنقاذ "تيك توك" حتى قبل توليه منصبه، وبعد أيام من حديثه في فعالية "نادي النمو"، وتراجعه عن موقفه بشأن تطبيق "تيك توك"، الذي سعى لحظره خلال ولايته الأولى، جاء مبررًا بأن التخلص منه سيُثير غضب الشباب الأميركيين، وسيُفيد شركة ميتا بلاتفورمز إنك.

في يونيو، أنشأ ترامب حسابه الخاص على "تيك توك"، وفي ديسمبر، قدّم محاموه مذكرةً يطلبون فيها من المحكمة العليا إيقاف الحظر الذي كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الشهر التالي، إلا أن الاستئناف رُفض.

علّق "تيك توك" خدمته في الولايات المتحدة في 18 يناير، وفي اليوم التالي، وقبل ساعات قليلة من تنصيبه، أشار ترامب إلى أنه سيمنح تمديدًا بمجرد توليه السلطة، واستُعيدت الخدمة، وشكر "تيك توك" الرئيس المنتخب في رسالة إلى المستخدمين.

وقد يستفيد "ياس" أيضًا من جهود الإدارة الأميركية لخفض تمويل دائرة الإيرادات الداخلية، فقد خضع لعمليات تدقيق متكررة، واضطر إلى دفع 121 مليون دولار كضرائب متأخرة مع شريكين في عام 2019 بعد خسارته نزاعًا طويل الأمد مع دائرة الضرائب، وفقاً لتقرير ProPublica لعام 2022.