لا يخفى على الجميع دور الفنان عادل إمام في محاربة الإرهاب، فلديه الكثير من الأعمال الخالدة التي تطرقت لهذه القضية على مدار سنوات من تاريخه الفني الحافل، لكن الأمر أكبر مما قد يظنه البعض، فالزعيم مواقف خلف الكاميرا تعكس تبنيه لقضية فكرية كبيرة، وأن الأمر لم يقتصر على انتقاء أعمال فنية من أجل النجاح الفني فقط.
يقول الناقد والمؤرخ الفني محمد شوقي للعربية.نت، إن الأمر بدأ مع سفر الزعيم عادل إمام إلى محافظة أسيوط لعرض مسرحيته "الواد سيد الشغال" مع فرقته كاملةً عام 1988، في تحدٍ كبير للجماعات الإرهابية هناك والتي قامت بقتل مجموعة من الممثلين الهواة على خشبة المسرح آنذاك.
ولم يخش الفنان عادل إمام على سلامته الشخصية، بل كان جريئا في هذه الخطوة بكل تأكيد، حيث بادر لها ولم تثنه نصائح البعض بالعدول عن الفكرة ضمانا لحياته ومستقبله الفني، وقال وقتها جملته الشهيرة "بلد بلا فن هو بلد بلا ضمير".
ويقول المؤرخ الفني، إنه كانت هناك علاقة صداقة بين الزعيم عادل إمام والمفكر فرج فودة، الذي اغتاله الإرهاب لاحقا في حادث مأساوي، وكان يحضر ندواته وله العديد من الصور الفوتوغرافية التي تجمعه بفودة، غير عابئ بنظرة الجماعات المتطرفة له كصديق للكاتب والمفكر والذي "تم تكفيره" من قبل هذه الجماعات.
وأكد الناقد الفني محمد شوقي، رواية حضور عادل إمام إلى المستشفى الذي يعالج فرج فودة بعد محاولة الاغتيال بالرصاص، حيث ذهب للتبرع بالدم من أجل إنقاذ المفكر الذي توفي متأثرا بجراحه.
كما أكد المؤرخ الفني محمد شوقي، أن فيلم "الإرهابي" الذي قدمه الزعيم في التسعينيات، مستوحى من قصة اغتيال المفكر فرج فودة بالفعل، حيث قام الفنان محمد الدفراوي بأداء شخصية المفكر "فرج فودة" بينما أدى الزعيم دور أحد الإرهابيين المكلفين باغتيال الكاتب.
وكشف الناقد الفني محمد شوقي، عن مشهد مؤثر تعرض له الزعيم بعد عرض فيلم "الإرهابي" في دور العرض السينمائي، حيث زاره والد فتاة توفيت برصاص الإرهابيين ضمن حادث مقتل السياسي ورئيس مجلس النواب المصري رفعت المحجوب، الذي عرف بمواقفه ضد الإرهاب والتطرف، حيث احتضن الأب المكلوم عادل إمام وقال له إنه نصره ونصر ضحايا الإرهاب في كل مكان، وكأن الفيلم يتحدث عن حادث مقتل ابنته، وهو الموقف الذي بكى فيه الزعيم متأثرا بكلمات الأب.
وتأثر الزعيم بمحاولة اغتيال الكاتب الكبير الحاصل على جائزة نوبل نجيب محفوظ، حيث زاره في المستشفى وقال" مِسكت إيده ورُحت بايسها .. فهو شد إيده مبيحبش ده.. وراح مطبطب عليا ومشيت".
وفي تصريحات سابقة للزعيم عبر عن صدمته وغضبه وقت محاولة اغتيال محفوظ، ما دفعه للإمساك بقلمه وكتابه بعض السطور، مخاطبا فيها العالم "نجيب محفوظ يُغتال"، وهي الكلمات التي قرأها المخرج نادر جلال وأعرب عن إعجابه بها، وقال للزعيم أنت كاتب جيد، فرد عليه الزعيم "أنا كتبت إحساسي".
وقال إمام إن نجيب محفوظ كان يدعمه وكانت له مقولة "ابعدوا عن عادل إمام خللوا الراجل ده يشتغل".
وعن صاحب نوبل قال الزعيم في تصريح تلفزيوني سابق" نجيب محفوظ خد نوبل وهو قاعد على القهوة.. وهو في مصر .. وهو في الجمالية.. في العباسية.. في بين القصرين.. في الحارة، خدها وهو مصري مية المية".
جدير بالذكر أن الفنان الكبير عادل إمام واجه الإرهاب والأفكار المتطرفة في عدد كبير من أفلامه الشهيرة، من بينها "طيور الظلام" و"الإرهابي" و"الإرهاب والكباب" و"اللعب مع الكبار"، وغيرها من الأعمال الهامة والخالدة في ذاكرة جمهوره ومحبيه.