خلال فترة الحرب العالمية الثانية، تواجدت الصين ضمن صف الحلفاء. فعلى ساحة المحيط الهادئ، اضطرت الأخيرة لمواجهة التدخل العسكري الياباني ضدها الذي اندلع منذ العام 1937، ضمن الحرب الصينية اليابانية الثانية، واستمر لحين نهاية الحرب العالمية الثانية. وفي خضم هذا النزاع العالمي، تصدرت الصين قائمة الدول المتضررة من حيث عدد الخسائر البشرية حيث تجاوز عدد القتلى الصينيين بهذه الحرب 20 مليون ضحية.
وخلال الفترة الأخيرة من الحرب، اتجهت فرنسا خلال شهر أغسطس 1945 لإعادة عدد من المناطق التي احتلتها في وقت سابق من القرن التاسع عشر للصينيين مجسدة بذلك فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الشعبين الفرنسي والصيني.
إلى ذلك، سجل الفرنسيون بداية تواجدهم، المكثف، بالصين خلال الفترات الأخيرة من حقبة الملك لويس السادس عشر. فخلال السنوات التي سبقت الثورة الفرنسية، ساندت فرنسا، خلال فترة لويس السادس عشر، العديد من العمليات التبشيرية الكاثوليكية بالصين. وعقب مشاركتها بحرب الأفيون الثانية ضد الصينيين ما بين عامي 1856 و1860، حصلت فرنسا على مكاسب اقتصادية هامة بعدد من الموانئ الصينية وهو ما سمح لها ببيع الأفيون داخل الأراضي الصينية.
وأثناء فترة الإمبراطورية الثانية بقيادة نابليون الثالث، اتجهت فرنسا منذ مطلع الستينيات لممارسة سياسة توسعية ضد الصين. وعقب فرض اتفاقية سايغون (Saigon) على إمبراطور داي نام (Đại Nam)، أي فيتنام الحالية، سنة 1862، تمكنت فرنسا من إنشاء مستعمرات كوشينشينا (Cochinchina) بشرق آسيا. إلى ذلك، أثارت اتفاقية سايغون غضب إمبراطورية الصين، أثناء فترة سلالة تشينغ (Qing) الحاكمة، التي تحدثت عن تواجد هذه المناطق، التي احتلتها فرنسا، تحت وصايتها.
وعقب إبرامها لاتفاقية سايغون الثانية عام 1874، حصلت السفن على حقوق للإبحار بالنهر الأحمر وبيع الأفيون. وفي الأثناء، واجه الفرنسيون هجمات عديدة، بالنهر الأحمر، شنها مقاتلو جيش العلم الأسود الذي مثل قوة من قطاع الطرق الصينيين. وأمام هذا الوضع، أمرت باريس بإرسال مزيد من القوات نحو المنطقة لحماية سفنها وملاحقة قوات العلم الأسود. ومع سماعها بإمكانية قدوم مزيد من القوات الفرنسية، أعلنت الصين عن بدء الاستعدادات للحرب ضد الفرنسيين مصنفة توجهات باريس بالعدائية.
بمنطقة تونكين (Tonkin) جنوب الصين، واجه الفرنسيون مقاومة شديدة أسفرت عن مقتل الجنرال الفرنسي هنري ريفيير (Henri Rivière)، يوم 19 أيار/مايو 1883، على يد قوات العلم الأسود. وأمام هذا الوضع، وافق البرلمان الفرنسي على إرسال مزيد من القوات نحو تونكين. إلى ذلك، لم تتردد القوات الصينية الرسمية في التدخل بتونكين، التي وافق امبراطور داي نام على وضعها تحت الحماية الفرنسية، لتندلع بذلك مواجهات عنيفة بين الفرنسيين والصينيين.
وعلى الرغم من عدم وجود إعلان حرب رسمي، عاشت المنطقة ما بين أغسطس 1884 أبريل 1885 على وقع معارك بين الجيوش الصينية والفرنسية. وعلى الرغم من أدائها الجيد بهذه الحرب مقارنة بالحروب السابقة، لم تتمكن القوات الصينية من الصمود أمام الفرنسيين الذين خرجوا منتصرين بجل المعارك. وبالمراحل الأخيرة من الحرب، حقق الصينيون مكاسب ضئيلة وتمكنوا من إجبار الفرنسيين على التراجع ببعض المناطق.
وأمام التفوق العسكري الفرنسي بالمجال البحري وامتلاك باريس لأحدث التكنولوجيا العسكرية، تكبد الصينيون خسائر بشرية فادحة تجاوزت 10 آلاف مقاتل. من جهة ثانية، اضطر الصينيون أواخر الحرب للقبول بالشروط الفرنسية تزامنا مع تزايد التهديدات اليابانية والروسية شمالا.
وبناء على ذلك، تخلت الصين عن نفوذها بشمال فيتنام الحالية لصالح الفرنسيين. وبالتزامن مع ذلك، اعترف الصينيون بسيادة باريس على مناطق تونكين وأنام (Annam).