قبل 700 عام، فقد الألبانيون الأمل بالبقاء في وطنهم بعد وفاة بطلهم القومي جورج سكاندربيرغ، ليبحثوا في أطراف الأرض عن مأوى لهم يعيد ترتيب أوراقهم حتى رأوا نور إيطاليا في الجانب الآخر من البحر الأسود.
كان مواطنو ألبانيا يعيشون في أمن في بلدهم إلى أن احتلت الدولة العثمانية البلقان وهربا من اضطهاد اليونانيين ليبدأوا بعدها رحلة هجرة جماعية انطلقت منذ منتصف القرن الرابع عشر.
اختار الألبانيون شبه الجزيرة الإيطالية التي شكلت لهم بوابة رئيسية نحو غرب أوروبا ولقربها الجغرافي لتكون موجة الهجرة واحدة من الأطول في تاريخ أوروبا إذ لم تتوقف أرجلهم عن السير نحو إيطاليا لقرابة 5 قرون.
وعرف المهاجرون إلى إيطاليا من ألبانيا باسم "الأربيريشي" وهم أقلية استقرت في صقلية ونابولي قبل أن تتوسع داخل مدن إيطاليا.
وفي العصر الحديث بعد انهيار الشيوعية في ألبانيا بعام 1990، عادت إيطاليا لتصبح الوجهة الأولى للألبانيين مجددا خوفا من الفقر وعدم الاستقرار الاجتماعي في وطنهم، ليصل عدد المهاجرين بعد 3 أسابيع من الانقلاب على النظام، إلى 25 ألفا و700 ألباني قبل أن يتبعهم 20 ألفا آخرون في أغسطس من العام اللاحق وبذلك استقرت الأقلية الألبانية في إيطاليا.
وتقدر أعداد الألبان في إيطاليا اليوم بما يقارب المليون شخص، كما أن حسابا مختصا بالألبان نشر عبر منصة "إكس" أن الألبانيين يشكلون 8.3% من عدد الجنسيات غير الإيطالية الموجودة فيها بعدد 534 ألف شخص لتأتي في المركز الثاني بعد الرومانيين الذين يشكلون 14.1% من سكان إيطاليا.
ويعول منتخب ألبانيا على 9 من لاعبيه ممن ينشطون في البطولات المحلية الإيطالية قبل مواجهة الأخير في الجولة الافتتاحية للمنتخبين في كأس أوروبا التي تجمع المنتخبين على ملعب "سيغنال إيدونا بارك" يوم السبت.
واللاعبون التسعة الذين سيمثلون منتخب "الحمر والسود" هم حارسا المرمى إلهان كاستراتي، نادي سيتاديلا، وإتريت بيرشاـ إمبولي، واللاعبون ماراش كومبولا، ساسولو، وأرديان إسمايلي، إمبولي، وبيرات ديمستي، أتالانتا، وكرستيان أسلاني، إنتر ميلان، ويلبر رمداني، ليتشي، وندجيم بيرامي، ساسولو، وأخرا ميدون بيريشا، مهاجم نادي ليتشي.