توفي طالب جامعي بريطاني لمدة 25 دقيقة بشكل كامل، وكادوا يعلنون موته بشكل رسمي، لكنه عاد إلى الحياة، ليكتشف الأطباء أن لديه حالة صحية غريبة وخفية ولم يكن قد تم اكتشافها من قبل.
وفي التفاصيل التي نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، واطلع عليها موقع "العربية.نت"، فإن الشاب "تشارلي فينسينت" تعرض إلى حروق الشمس الشديدة، حيث تم نقله إلى المستشفى للعلاج، وهناك مات لمدة 25 دقيقة ثم عاد إلى الحياة ليكتشف الأطباء أنه مصاب بمرض نادر في القلب.
وسافر فينسينت من بريطانيا إلى ولاية نيو هامبشاير الأميركية في يونيو الماضي للعمل في معسكر صيفي لتعليم الأطفال كيفية التجديف، لكن يومه الأول على الماء تركه مصاباً بحروق الشمس الشديدة، مما أدى إلى حروق من الدرجة الثانية في ساقيه، ومع ذلك، لم يكن هذا سوى بداية لما سيصبح حالة طبية طارئة وخطيرة للشاب البالغ من العمر 20 عاماً.
وبعد أن نقله قادة المعسكر إلى مستشفى قريب، وجد الأطباء أن فينسينت مصاب بالالتهاب الرئوي، وهو عدوى رئوية خطيرة، وتم إرساله إلى الجراحة لإزالة الأنسجة التالفة.
ولكن أثناء وجوده على طاولة العمليات، أصيب الطالب في جامعة دي مونتفورت بسكتة قلبية وسكتة دماغية صغيرة، حيث توقف قلبه لمدة 25 دقيقة بشكل تام، مما يعني أنه كان ميتاً طبياً.
واتضح أن مصدر المشكلة هو تضخم قلب فينسنت، وهي مشكلة طبية لم يكن الشاب على علم بها حتى تلك اللحظة.
ويُطلق على تضخم القلب طبياً اسم "تضخم القلب"، ويعني أن العضو يجب أن يعمل بجهد أكبر من المعتاد. ويعتقد الأطباء أن فينسنت كان يعاني من حالة تؤدي إلى تضخم القلب منذ الولادة.
وتتذكر شقيقته إميلي المحنة المؤلمة قائلة: "في مرحلة ما، لم أستطع أن أرى طريقة يمكن أن ينجو بها تشارلي، كان الأمر مفجعاً للغاية، كان الأمر أشبه بالجحيم".
وأضافت الشابة البالغة من العمر 24 عاماً، والتي بقيت في بريطانيا بينما كان والداها يطلعانها على آخر المستجدات من الولايات المتحدة: "من المؤكد أنه معجزة أنه لا يزال على قيد الحياة.. أعتقد أن المستشفى الذي كان فيه قدم له رعاية مذهلة للغاية، وبدون ذلك، لا أعتقد أنه كان لينجو".
وقالت إنه "في اليوم الأول، أصيب بحروق الشمس بشكل سيئ للغاية وكان يعاني من حروق من الدرجة الثانية في جميع أنحاء ساقيه، على مدار الأيام القليلة التالية، ساءت حالته، لابد أنه أصيب بضربة شمس وبدأ يشعر بالسوء حقاً".
وتابعت شقيقته أن الأطباء غير متأكدين من كيفية إصابة تشارلي بالالتهاب الرئوي. لكن كان هناك اشتباه في أن حالة قلبه غير المكتشفة تفاقمت بسبب عدوى الجهاز التنفسي، مما أدى إلى إصابته بنوبة قلبية وسكتة دماغية أثناء الجراحة.
وأردفت: "عندما حاولوا إجراء العملية، توفي حينها واستغرق الأمر 25 دقيقة لإعادته إلى الحياة". وبعد إنعاشه، تم نقله في النهاية إلى مركز تافتس الطبي في بوسطن، بولاية ماساتشوستس، حيث تم وضعه في غيبوبة اصطناعية لمدة أسبوع تقريباً.
وأوضحت فينسنت: "بمجرد ذهابه إلى المستشفى الثاني، حيث بدأوا في إجراء المزيد من التحقيقات، أخبرونا أنه يعاني من تضخم في القلب وأن حجم قلبه استمر في النمو. إنهم يعتقدون أن هذه المشكلة كانت شيئاً يعاني منه منذ أن كان طفلاً، لكن الأمر استغرق شيئاً مثل العدوى لإظهارها على هذا النحو".
واستكملت: "لقد كان دائماً فتى يتمتع بصحة جيدة، ولم تظهر أيُ مشاكل في قلبه من قبل، لذلك كان من الجنون بالنسبة لنا أن يتدهور بهذه السرعة".
ويقول الأطباء إن "تضخم القلب"، الذي يؤثر على ما يقدر بنحو 18 مليون أميركي ومئات الآلاف من البريطانيين، يحدث عندما يواجه القلب صعوبة في ضخ الدم بكفاءة. ولهذا السبب، فإن الشخص المصاب بتضخم القلب يكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بقصور القلب أو السكتة الدماغية مقارنة بالأشخاص الطبيعيين.
وبحسب الأطباء فقد لا يعاني الأشخاص المصابون بتضخم القلب من أي أعراض حتى تصبح حالتهم أكثر حدة، وقد تشمل هذه الأعراض ضيق التنفس، وألم الصدر، وخفقان القلب، والدوخة، وحتى الإغماء.