راصد الزلازل الهولندي يكشف للعربية.نت عن زلازل وشيكة.. ولماذا يهاجمه العلماء!


العربية.نت - مايسة السروي 17/05/2024 07:10 AM

اسمه أصبح كفيلاً بإثارة الرعب بسبب توقعاته الخاصة بالزلازل والتي تحققت في كثير من الأحيان، ما أثار حوله علامات استفهام كثيرة، فلقبه البعض بـ"الدجال". إنه راصد الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس الذي شغل العالم على مدار الأشهر الماضية.

ورغم الهجوم المتواصل عليه، فإن هوغربيتس يصر على نظريته التي تربط حركة الكواكب وعلاقتها بالأرض وبالأنشطة الزلزالية التى تضربها، وهي ما أسماها "هندسة الكواكب" وتأثيرها على الكرة الأرضية.

بدأ اسمه يلمع مع الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في فبراير 2023، وأدى إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص. واشتهر وقتها وصعد نجمه حين قال إنه تنبأ بذلك الزلزال "قبل وقوعه بثلاثة أيام". وانطلقت نجوميته وحلقت في السماء من وقتها؛ فأخذ يتوقع ويتنبأ بالزلازل، صغيرها وكبيرها، على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، مرجعا تلك الأنشطة إلى اقترانات الكواكب وحركتها.

راصد الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس
راصد الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس

الباحث الهولندي المثير للجدل

"العربية.نت" و"الحدث.نت" توجهتا بعدة أسئلة للباحث الهولندي فرانك هوغربيتس، حول نظريته المثيرة للجدل والتي يرفضها العلماء جملة وتفصيلاً، فجاء حوارنا معه كالتالي:

*أولاً نريد أن نتعرف عن خلفيتك.. حيث إنك تتعرض دائمًا للهجوم فيما يتعلق بتنبؤاتك بالزلازل.. هل درست الجيولوجيا أم علم التنجيم؟

**لا، أنا لم أدرس جيولوجيا ولم أدرس علم التنجيم، لكنني درست الرياضيات والهندسة.

*يصر العلماء على أنه لا يوجد شيء يمكنه التنبؤ بحدوث الزلازل بأي وسيلة.. لماذا تصر على نظريتك؟ وما هو دليلك؟

**بدأت أهتم بالبحث والملاحظة منذ أكثر من 10 سنوات، وهذه الأبحاث لم يتم العمل عليها في الماضي، وعلى مدار السنين، تمكنت من جمع المعلومات والأدلة على أن هناك علاقة وثيقة بين مواقع الكواكب واقتراناتها وحدوث الزلازل.

المشكلة هي أن المجتمع العلمي لا يقوم بدوره في البحث في هذا المجال، ويعتقدون أن هذه العلاقة مستحيلة. بالنسبة لي، هذا ليس علماً. فيجب أن نقوم بالمزيد من البحث والملاحظة. فهذه هي الطريقة العلمية، وهي الطريقة التي أتبعها على مدار الـ10 سنوات الماضية.

راصد الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس
راصد الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس

*لماذا أنت دائم التعرض للهجوم والانتقاد؟

**أظن لأن العلماء الذين يهاجمونني لا يريدون إثبات هذه النظرية، فهم يعتقدون أن الأمر قريب من علم التنجيم، لكن الحقيقة هي أنني لم أدرس علم التنجيم أبدا، أنا فقط بحثت ودوّنت مواقع واقترانات الكواكب في وقت حدوث الزلازل الكبيرة. واكتشفت أن هناك علاقة واضحة وهناك نمط، وكل هذه المعلومات متوفرة على الموقع (في إشارة إلى موقع الهيئة البحثية التي يرأسها SSGEOS)، إلا أنهم يتجاهلونها، وهؤلاء الذين يهاجمونني فقط ينكرون إمكانية أن تكون النظرية حقيقية، هذا ما يفعلونه للأسف.

*لماذا يتجاهل العلماء نظرياتك ولا يقومون بإجراء المزيد من الدراسات عليها؟

**أعتقد أنه إذا كان من الممكن التنبؤ بالزلازل، أو إذا تحدثنا علميا وتكنولوجيا، فإنه لن يكون ممكنا أن نقول على وجه المثال إنه خلال 5 أيام ستتعرض هذه المدينة أو تلك المنطقة لزلزال معين، لأنه إذا تم إعلان تلك الفرضيات أو التنبؤات علانية، سيسود الهلع والخوف بين الناس. وبالتأكيد وعلى كافة المستويات، فإن السلطات لا تريد إحداث حالة من الهلع بين السكان. ربما يكون هذا أحد الأسباب بحسب ما أظن.

*هل تعتقد أن الكسوف الكلي للشمس الذي حدث الشهر الماضي له علاقة بالكوارث الطبيعية الشديدة التي شهدتها عدة دول في الآونة الأخيرة (مثل فيضانات الإمارات وعمان)؟

**أنا لا أجري أي أبحاث على الكسوف الشمسي أو الخسوف القمري، وكذلك لا أجري أي أبحاث على الكوارث الطبيعية مثل العواصف أو الفيضانات. ربما يكون هناك علاقة، لكنني لم أجرِ أي دراسات بهذا المجال.

*أتعتقد أن التغير المناخي الحاد يمكن أن تكون له تأثيرات أكبر على الكتلة الأرضية في شكل زلازل؟

**لا أعلم. أعتقد أن التغير المناخي يحدث كنتيجة أولية من الشمس وليس البشر. فالشمس لها دورات، والتغيرات على الأرض مرتبطة بدورات الشمس. فأنا أعتقد أن الشمس هي التي تسبب التغير المناخي مباشرة. أما الزلازل فهي نتيجة مباشرة لهندسة الكواكب.

*ما هي توقعاتك بخصوص الأنشطة الزلزالية للفترة المقبلة؟

**أنا نشرت مقطع فيديو على يوتيوب بهذا الشأن، فنحن لدينا هندسة حرجة يومي 17 و18 مايو، إلا أن الأسبوع الأخير من مايو ربما يكون أكثر حرجا، بالنسبة لهندسة الكواكب، خاصة يومي 22 و23 مايو، فيمكن أن نشهد زلازل عنيفة. ولا أعرف على وجه التحديد المكان الذي يمكن أن تضربه تلك الزلازل.

*غرّدت مؤخراً على "إكس" عن الأهرامات المصرية والهندسة المتصلة بها.. ماذا كنت تقصد؟

**هذه حقيقة.. أنا درست الهندسة وإذا نظرنا إلى الأهرامات من الناحية الهندسية فسنجد أنها مثيرة للاهتمام جدا.

ويرأس الباحث الهولندي فرانك هوغربيتس هيئة "استبيان هندسة النظام الشمسي (SSGEOS - Solar System Geometry Survey)، وهي مؤسسة بحثية تركز على مراقبة الهندسة الناشئة من الأجرام السماوية وعلاقتها بالنشاط الزلزالي على الأرض.

وقد تسببت توقعاته وتحذيراته في كثير من الهلع حول العالم، حيث ربط تلك التوقعات باقترانات الكواكب في الفضاء واصطفافها وتكوينها "هندسة حرجة" تؤثر على الأرض وتتسبب بالزلازل، بحسب نظرية هوغربيتس التي يدافع عنها بكل قوة.

ما هي "هندسة الكواكب الحرجة"؟

وبحسب تعريف SSGEOS على موقعها؛ فإن الهندسة المحددة بين الأجرام السماوية المرتبطة بالزلازل الأكبر يتم تسميتها بـ"هندسة الكواكب الحرجة" أو "الهندسة القمرية الحرجة" إذا كان القمر مرتبطا.

وبحسب نظرية هوغربيتس التي يدافع عنها بكل قوة، فإن الهندسة الحرجة لا تؤدي دائما إلى زلازل كبيرة. ويعتمد ذلك على حالة القشرة الأرضية، أي مقدار الضغط بين الصفائح التكتونية، وهذا يؤشر إلى وجود علاقة مباشرة بين تراكم الضغط في قشرة الأرض والشحنة الكهرومغناطيسية الناتجة عن هندسة الكواكب الحرجة؛ مما قد يؤدي إلى الزلازل الكبيرة.

إلا أن العلماء يرفضون تلك النظرية، ويصرّون على أنه لا توجد أي طريقة علمية تتيح التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها، كما يؤكدون أنه لا يوجد أي أساس علمي يبرهن على أن حركة الكواكب واصطفافها قد تؤثر على الأرض في صورة أنشطة زلزالية.

كما يؤكد علماء الفلك أن العلاقة الوحيدة المثبتة علميا بين الكرة الأرضية والأجرام السماوية، هي علاقة الأرض بالقمر خلال ظاهرة المد والجزر فقط. ولم يتسن تأكيد أي علاقة أخرى دون ذلك.


المصدر : alarabiya.net تاريخ النشر : 17/05/2024 07:10 AM

Min-Alakher.com ©2024®