أعرب داريو أمودي الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك عن قلقه بشأن منافسه "ديب سيك" شركة الذكاء الاصطناعي الصينية التي اجتاحت وادي السيليكون بنموذجها R1.

وقد تكون مخاوفه أكثر خطورة من المخاوف النموذجية التي أثيرت حول إرسال "ديب سيك" لبيانات المستخدم إلى الصين.

قال أمودي إن "ديب سيك" أنتجت معلومات نادرة حول الأسلحة البيولوجية في اختبار سلامة أجرته "أنثروبيك"، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business".

وادعى أمودي أن أداء "ديب سيك" كان الأسوأ من أي نموذج اختبرته شركته على الإطلاق.

وقال: "لم يكن لديه أي عائق على الإطلاق ضد توليد هذه المعلومات".

أوضح أمودي أن هذا كان جزءًا من التقييمات التي تجريها "أنثروبيك" بشكل روتيني على نماذج الذكاء الاصطناعي المختلفة لتقييم مخاطر الأمن القومي المحتملة.

ينظر فريقه إلى ما إذا كانت النماذج قادرة على توليد معلومات تتعلق بالأسلحة البيولوجية والتي لا يمكن العثور عليها بسهولة على "غوغل" أو في الكتب المدرسية.

تضع "أنثروبيك" نفسها كمزود نموذج أساسي للذكاء الاصطناعي يأخذ السلامة على محمل الجد.

خطير جداً في المستقبل

قال أمودي إنه لا يعتقد أن نماذج "ديب سيك" اليوم خطيرة حرفيًا في توفير معلومات نادرة وخطيرة ولكنها قد تكون كذلك في المستقبل القريب.

وعلى الرغم من أنه أشاد بفريق "ديب سيك" باعتباره، إلا أنه نصح الشركة بأخذ اعتبارات سلامة الذكاء الاصطناعي هذه على محمل الجد.

كما دعم أمودي ضوابط التصدير القوية على الرقائق إلى الصين، مشيرًا إلى مخاوف من أنها قد تمنح الجيش الصيني ميزة.

لم يوضح أمودي أي نموذج "ديب سيك" اختبرته "أنثروبيك" ولم يقدم المزيد من التفاصيل الفنية حول هذه الاختبارات.

وقد أثار صعود "ديب سيك" مخاوف بشأن سلامته في أماكن أخرى أيضًا.

على سبيل المثال، قال باحثو الأمن في شركة سيسكو الأسبوع الماضي إن "DeepSeek R1" فشل في منع أي مطالبات ضارة في اختبارات السلامة الخاصة به، محققًا نسبة نجاح 100% في كسر الحماية.

لم تذكر شركة سيسكو الأسلحة البيولوجية لكنها قالت إنها تمكنت من جعل "ديب سيك" يولد معلومات ضارة حول الجرائم الإلكترونية وغيرها من الأنشطة غير القانونية.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن Llama-3.1-405B من "ميتا" وGPT-4o من "OpenAI" كان لديهما أيضًا معدلات فشل عالية بلغت 96% و86% على التوالي.

لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المخاوف المتعلقة بالسلامة مثل هذه ستؤثر بشكل كبير على التبني السريع لـ "ديب سيك".

لقد أعلنت شركات مثل "أمازون ويب سيرفيسز" ز"مايكروسوفت" علنًا عن دمج R1 في منصاتها السحابية - ومن المفارقات أن أمازون هي أكبر مستثمر في "أنثروبيك".

من ناحية أخرى، هناك قائمة متزايدة من البلدان والشركات، وخاصة المنظمات الحكومية مثل البحرية الأميركية والبنتاغون التي بدأت في حظر "ديب سيك".

وسوف يحدد الوقت ما إذا كانت هذه الجهود ستنجح أم أن صعود "ديب سيك" العالمي سيستمر.

وفي كلتا الحالتين، يقول أمودي إنه يعتبر "ديب سيك" منافسًا جديدًا على مستوى شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة في أميركا.

وقالك "الحقيقة الجديدة هنا هي أن هناك منافسًا جديدًا. في الشركات الكبرى القادرة على تدريب الذكاء الاصطناعي - أنثروبيك وOpenAI وغوغل وربما وميتا وxAI - ربما يتم إضافة ديب سيك الآن إلى هذه الفئة".