إن كنت على مقاعد الدراسة وتفكر في امتهان قيادة الطائرات، فربما عليك إعادة النظر في هذا الخيار، فقريبا قد يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر.
فقد حلقت مقاتلة "إف 16" تابعة للقوة الجوية الأميركية وقد تم التحكم فيها بواسطة الذكاء الاصطناعي، وليس بواسطة طيار بشري، بحسب وكالة "أسوشيتيد برس".
وشاركت الطائرة، التي تسمى Vista، في مناورات سريعة للغاية بسرعة تزيد عن 550 ميلاً في الساعة، برفقة وزير القوات الجوية فرانك كيندال.
فيما اقتربت من طائرة ثانية من طراز "إف 16" يقودها إنسان، حيث كانت كلتا الطائرتين تتسابقان على بعد 1000 قدم من بعضهما البعض، وتلتويان وتلتفان في محاولة لإجبار خصمهما على اتخاذ مواقع ضعيفة.
وفي نهاية الرحلة التي استغرقت ساعة، خرج كيندال من قمرة القيادة مبتسما. وقال إنه رأى ما يكفي أثناء رحلته لدرجة أنه يثق في قدرة الذكاء الاصطناعي الذي لا يزال يتعلم على القدرة على تقرير ما إذا كان سيتم إطلاق الأسلحة في الحرب أم لا.
وتتصور سيناريوهات الحرب المستقبلية أن أسراباً من الطائرات الأميركية بدون طيار توفر هجوماً متقدماً على دفاعات العدو لمنح الولايات المتحدة القدرة على اختراق المجال الجوي دون مخاطر كبيرة على حياة الطيارين.
لكن هذا التحول مدفوع أيضاً بالمال حيث لا تزال القوات الجوية تواجه عوائق بسبب التأخير في الإنتاج وتجاوز التكاليف في مقاتلة الضربة المشتركة F-35، والتي ستكلف ما يقدر بنحو 1.7 تريليون دولار.
من جانبهم قال المشغلون العسكريون لبرنامج Vista إنه لا يوجد بلد آخر في العالم لديه طائرة ذكاء اصطناعي مثلها، حيث يتعلم البرنامج أولاً على ملايين نقاط البيانات في جهاز محاكاة، ثم يختبر استنتاجاته أثناء الرحلات الجوية الفعلية. ويتم بعد ذلك إعادة بيانات الأداء الواقعية إلى جهاز المحاكاة حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بمعالجتها لمعرفة المزيد.
تمتلك الصين الذكاء الاصطناعي، ولكن ليس هناك ما يشير إلى أنها وجدت طريقة لإجراء الاختبارات خارج جهاز المحاكاة.
ولفت طيارو اختبار نظام التشغيل Vista، إلى أن بعض الدروس، كما هو الحال مع التكتيكات التي يتعلمها ضابط مبتدئ لأول مرة، لا يمكن تعلمها إلا في الجو.
وطارت Vista في أول معركة جوية يتم التحكم فيها بواسطة الذكاء الاصطناعي في سبتمبر 2023، ولم يكن هناك سوى حوالي عشرين رحلة جوية مماثلة منذ ذلك الحين.
لكن البرامج تتعلم بسرعة كبيرة من كل مشاركة، لدرجة أن بعض إصدارات الذكاء الاصطناعي التي يتم اختبارها على نظام التشغيل Vista تتفوق بالفعل على الطيارين البشريين في القتال الجوي.
يشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل أحد أكبر التطورات في مجال الطيران العسكري منذ إدخال تقنية التخفي في أوائل التسعينيات، وقد ساهمت القوات الجوية بقوة في ذلك.
وعلى الرغم من أن التكنولوجيا لم يتم تطويرها بالكامل، فإن الخدمة تخطط لأسطول مدعوم بالذكاء الاصطناعي يضم أكثر من 1000 طائرة حربية بدون طيار، أولها تعمل بحلول عام 2028.