كشفت البعثة اللبنانية بالأمم المتحدة، أمس الخميس، أن تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية "البيجر" و"الووكي توكي" التي انفجرت في لبنان هذا الأسبوع وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى وآلاف الجرحى تم بواسطة رسائل إلكترونية.
وأفادت رسالة من بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة بأن تحقيقات أولية أجرتها السلطات اللبنانية بخصوص أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي انفجرت في لبنان هذا الأسبوع أظهرت أنها كانت ملغومة بمتفجرات قبل وصولها إلى البلاد.
وبحسب الرسالة التي بعثت إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، توصلت السلطات أيضا إلى أن الأجهزة، التي شملت أجهزة اتصال "بيجر" وأجهزة اتصال لاسلكية أخرى "ووكي توكي"، تم تفجيرها عن طريق إرسال رسائل إلكترونية إلى الأجهزة.
وهنا يبرز التساؤل..
هل سيتجه العالم إلى الحروب الإلكترونية بديلا عن حروب المدافع والصواريخ؟
وهل من السهل تقبل فكرة الحرب التي تشل حركة الإنترنت وتوقف اقتصاد العالم القائم على الرقمنة والثورة التكنولوجية ويستخدم الإنترنت في كافة نواحي الحياة مثل البنوك والمطارات وحركة تشغيل الكهرباء ومحطات المياه؟
الخبير المصري الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية أجاب لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" قائلاً إن الحرب الإلكترونية من الممكن أن تشل العالم، كما يمكن للحرب السيبرانية أن تشل بنوك، ومطارات، وبورصات، وذلك لأن هذه المؤسسات تعتمد بشكل كبير على الأنظمة الإلكترونية والبرمجيات لتسيير عملياتها في ظل العالم الرقمي وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن الهجمات التي تستهدف البنى التحتية الحيوية لمثل هذه المؤسسات يمكن أن تؤدي إلى تعطيل الأنظمة، وفقدان البيانات، واختراق الشبكات، أو حتى تعطيل العمليات المالية واللوجستية بشكل عام، مشيرا إلى ضرورة التفرقة بين الحرب الإلكترونية والحرب السيبرانية.
وتابع أن الحرب الإلكترونية تشير بشكل تقليدي إلى استخدام الطيف الكهرومغناطيسي ويشمل جميع الترددات الممكنة من الإشعاعات الكهرومغناطيسية للتشويش أو تعطيل الاتصالات وأنظمة الرادار، أو جمع المعلومات الاستخباراتية من خلال الإشارات أي أنها تركز على استغلال الترددات الكهرومغناطيسية.
وأشار إلى أن الحرب السيبرانية تعتمد على الهجمات التي تتم من خلال الإنترنت والشبكات الرقمية، وتتضمن هذه الحرب استخدام الفيروسات، والبرمجيات الخبيثة، والاختراقات الإلكترونية لتعطيل البنية التحتية الحيوية، أو التسلل إلى الشبكات الحكومية والمؤسسات الخاصة لسرقة المعلومات أو تعطيل الأنظمة.
وحول التأثير المحتمل للحرب السيبرانية، قال رمضان إن الهجمات السيبرانية الكبيرة قد تؤدي إلى نتائج كارثية على نطاق عالمي، مثل تعطيل الأنظمة المصرفية مما قد يسبب أزمة اقتصادية، أو توقف المطارات، مما يؤدي إلى شلل في حركة النقل، أو التأثير على البورصات مما يهدد استقرار الأسواق المالية.
واختتم قائلا: "إن الحرب السيبرانية تركز على الفضاء الرقمي والإنترنت، بينما الحرب الإلكترونية تركز على الطيف الكهرومغناطيسي والاتصالات".