قدم المصمم زهير مراد مجموعته من الأزياء الراقية للخريف والشتاء المقبلين ضمن أسبوع باريس للموضة الذي أقيم مؤخراً في العاصمة الفرنسية. وهو اختار لهذه المجموعة عنوان "ندوب مشرقة".. فما الذي قصده بهذه الكلمات المثيرة للجدل؟

حرص مراد على اتخاذ منعطف دراماتيكي في تصاميم هذه المجموعة، وقد أراد لها أن تجسد القوة الداخلية لبطلة تحول الجروح إلى علامات مشرقة. ابتعد عن فساتين الأميرات التقليدية وبحث عن مصدر إلهام له في قصص نساء ناضلن طويلاً ليصبحن نسخة أقوى عن أنفسهن، ولذلك نجده يزين تصاميمه بأحجار تستحضر الزجاج المحطم وزخارف تشبه الندوب رمز المعارك الداخلية والخارجية.

بين الألم والفرح

اكتسبت تطريزات مراد طابعاً مختلفاً هذا الموسم، فبدت على شكل انفجارات من الزخارف البراقة، ومجموعات من النجوم تلألأت على الأرضيات الداكنة. وقد تزينت بعض الإطلالات ببريق اللؤلؤ للتذكير بأن الفرح والألم يمكن أن يتعايشا معاً، كما ظهر على أحد التصاميم ثقب رصاصة مطرز بالأسود تعبيراً عن صدمات الماضي لكن الإطلالات بدت شامخة بأكتافها المربعة وشالاتها المتدفقة للدلالة على أن امرأة زهير مراد تتحدى مصاعب الحياة ولا تقبل بالانكسار.

شكل اللون الأسود الحاضر الأبرز في هذه المجموعة لكنه جاء مغطى بالكثير من الأحجار والزخارف البراقة كما استعان المصمم بفتحات كبيرة وعديدة في الأزياء لتجسيد مفهوم الندوب الذي انطلق منه كفكرة أساسية لمجموعته. من الألوان التي تكرر ظهورها أيضاً في هذه المجموعة نذكر اللحمي، والذهبي، والبيج، والرمادي الفولاذي، والبرغندي، والأحمر وقد جاءت جميع التصاميم بقصات محددة وقريبة من الجسم كما ترافق العديد منها مع كابات وقفازات طويلة تعزيزاً للطابع الدرامي للإطلالات.

من القسوة إلى النعومة

استعان المصمم بالجلود في الكثير من التصاميم، كما استعمل أنسجة أكثر نعومة مثل الحرير المزدوج، والساتان، والشيفون، والكريب كادي، والتول المطرز، والمخمل، والجرسيه التي لعبت دوراً في تعزيز روعة الأزياء من خلال تنوع ألوانها وانعكاساتها.

حرص زهير مراد على أن يتوجه بهذه المجموعة إلى امرأة لا تخشى إظهار ندوب ترى فيها علامة على القوة والمثابرة. وهو قدم لها إطلالات تتوج ملكتها الداخلية بتاج من الأناقة المتمردة على مصاعب الحياة.