يبدو أن دار Pierre Cardin الفرنسيّة العريقة بدأت يتحقيق حلمها في غزو الفضاء، عبر تصميم وتطوير الزيّ التدريبي الخاص بالروّاد التابعين لوكالة الفضاء الأوروبيّة خلال رحلتهم لاستكشاف القمر. وهي بذلك تُتابع مسيرة بدأتها منذ 60 عاماً عندما قدّم مؤسس الدار السيد بيير كاردان أولى مجموعاته التي جاءت مستوحاة من عالم روّاد الفضاء.

بعد وفاة مؤسس دار Pierre Cardin في العام 2020، تسلّم حفيد أخيه رودريغو بازيليكاتي-كاردان مهام إدارة الدار، أما أحدث مشاريع هذه الأخيرة فاتخذ شكل تعاون مع وكالة الفضاء الأوروبيّة لتصميم بدلة مرنة وأخرى خارجيّة واقية سيتمّ استخدامهما لمُحاكاة رحلة روّاد الفضاء الأوروبيين إلى القمر في ضوء المهمة المُخطّط لها في العام 2028. وقد كان رائد الفضاء الألماني ماتياس مورير أول من جرّب نموذج من هذه البدلة خلال الأسبوع الجاري، في مركز تدريب LUNA الواقع في مدينة كولونيا الألمانيّة.

تطلّب هذا المشروع تطوير منسوجات مُبتكرة ومُقاومة للظروف القاسية، تُفكّر الدار باستخدامها أيضاً في بعض تصاميمها الخاصة استجابةً للتحديات البيئيّة الحاليّة، حسبما أكّدت في بيان صحافي أصدرته مؤخراً. وقد استقبلت بوتيك Pierre Cardin الواقعة في "فوبور سانت أونوريه" بالعاصمة الفرنسيّة في هذا الإطار مؤتمراً صحافياً بحضور رائد الفضاء ماتياس مورير الذي قدّم للصحافيين المعدات التي سيستعملها في رحلته إلى سطح القمر في العام 2026، والتي ستتضمّن بدلة بيضاء عازلة تتزيّن في وسطها بشعار دار Pierre Cardin، وتُشكّل حصيلة عدة أشهر من العمل لتأمين التوزن بين المُتطلّبات التقنيّة والأسلوب الأنيق.

تتضمّن هذه البدلة جميع العناصر التي تسمح لها بأن تتحمّل ظروف السفر إلى الفضاء، أما الزيان الداخلي والخارجي اللذان صمّمهما فريق Pierre Cardin فمُخصّصان للتدريب في مركز LUNA في كولونيا. وهما يتميّزان باحترام المُتطلّبات من حيث جودة الأقمشة والخياطة التي تتفوّق فيها الدار. وكان العمل على هذا المشروع بدأ منذ العام 2022، ولكن علامة Pierre Cardin ليست العلامة الفاخرة الوحيدة التي عملت في مجال تصميم وتنفيذ ملابس لروّاد الفضاء، ففي شهر أكتوبر الماضي أعلنت دار Prada عن مُشاركتها في تصميم المُستلزمات الخاصة لرداء مهمة "أرتميس III".

وفي إطار شراكتها مع Axiom Space، قامت الدار أيضاً بتصميم بدلات الفضاء A x EMU التي تمّ تطويرها بالاشتراك مع وكالة الفضاء الأميركيّة NASA مما يُثبت أن طريق غزو الفضاء ممكن أن يتقاطع مع طريق الأزياء الراقية.