يُشكّل تسريح الشعر المُبلل بالفرشاة الخطوة الأولى التي تلي غسله، ولكن ما هي حقيقة الأذى الذي تُتهم هذه الخطوة بأنها تُلحقه بالشعر وما هو البديل عنها؟
يتمتّع تبنّي عادة تسريح الشعر يومياً بفوائد عديدة، فهو يُنشط الدورة الدمويّة ويسمح بوصول الأكسجين إلى فروة الرأس، كما يُخلّص الشعر من الشوائب المُتراكمة عليه (غُبار، وأوساخ، وبقايا مُستحضرات التصفيف، وشعر في طور التساقط...) ويوزّع الإفرازات الزهميّة على طول خصلاته. يوصي خبراء العناية بالشعر بضرورة تبنّي هذه الخطوة في روتين العناية بالشعر، ولكنهم يُحذّرون من تطبيقها بشكل خاطئ يؤدي إلى نتائج عكسيّة في هذا المجال.
قد تبدو خطوة تسريح الشعر بعد غسله بديهيّة، ولكنها يمكن أن تُلحق أذى به في حال سوء تطبيقها.
من الضروري أن نتذكّر دائماً، أن الشعر يكون في أكثر حالاته ضعفاً وحساسية عندما يكون مُبلّلاً، لذلك فإن تسريحه في هذه الحالة ممكن أن يُعرّضه للتلف والتكسّر. ويوصي الخبراء بضرورة تسريح الشعر عندما يكون جافاً أي عندما يكون في أقوى حالاته، على أن يتمّ التسريح من الأطراف باتجاه الجذور أما بالنسبة للأشخاص الذين يجدون صعوبة في عدم تسريح الشعر وهو مُبلّل فمن الأفضل أن تتمّ هذه الخطوة بعد تطبيق الكونديشنر عليه، كونه يؤمن له حماية في هذا المجال. فقد أظهرت صوراً مجهريّة التُقطت للشعر في مُختبرات تجميليّة عالميّة أن الشعر يتكسّر بشكل أكبر عندما يتمّ تسريحه وهو مُبلّل دون تطبيق البلسم عليه. ولكن هذه القاعدة التي تقضي بضرورة تسريح الشعر عندما يكون جافاً فقط لاتنطبق في الحقيقة سوى على الشعر المالس والمموّج أما الشعر السميك والمُجعّد فلا يمكن تسريحه إلا عندما يكون مُبلّلاً. إذ إن تعريضه للماء يُكسبه ليونة تُسهّل وتُسرّع آليّة تسريحه كونها تُخفّف من تشابكه وتعمل على فكّ عقده بسهولة وبالتالي تحميه من التكسّر والتساقط. ولكن من الضروري في هذه الحالة أيضاً أن يتمّ تسريح الشعر المُبلّل بعد تطبيق الكونديشنر أو مستحضر خاص بفكّ التشابك عليه.
يُشكّل تسريح الشعر فن بحدّ ذاته، وهو يتطلّب اتّباع قواعد مُحدّدة في اختيار الفرشاة المُناسبة:
• الأفضليّة دائماً للفرشاة ذات المسامير الطويلة التي تبلغ فروة الرأس، فتُنشّط الدورة الدمويّة فيها وتُعزّز نمو الشعر. من الضروري أن تكون هذه المسامير ليّنة ومصنوعة من ألياف نايلون تنتهي بكرات صغيرة. يمكن أيضاً الاستعانة بفرشاة خاصة بتدليك فروة الرأس مصنوعة من السيليكون تعمل على تحفيز النهايات العصبيّة وتأمين شعور بالاسترخاء.
• يمكن أيضاً اختيار فرشاة مصنوعة من الوبر الطبيعي الذي يتكوّن عادة من الكيراتين، وهو المكوّن الأساسي للشعر أيضاً. من فوائد هذه الفرشاة أنها تُساهم في توزيع الإفرازات الزهميّة على طول الشعر كما أنها تُساعد على إقفال أسفاطه وتعزيز لمعانه. وهي تُساهم في الحفاظ على نظافة الشعر لأطول فترة ممكنة.
• يمكن مُساعدة الشعر الرقيق على تعزيز حجمه من خلال تمرير الفرشاة بحركات دائريّة لطيفة على المناطق التي تفتقد إلى الحجم، كما يُنصح بتسريحه رأساً على عقب لبضع دقائق يومياً لتنشيط الدورة الدمويّة في فروة الرأس ورفع الجذور بحيث يبدو الشعر أكثر كثافةً.