في وقت اضطرت فيه السلطات الليبية إلى نقل منافسات الدوري المحلي إلى ملاعب إيطاليا، وسط دعوات لفتح تحقيق، أثارت وضعية وحالة ملعب طرابلس الدولي لكرة القدم، جدلا واسعا، بسبب تدهور أرضيته رغم الأموال الطائلة التي صرفت لصيانته.
فقد أعيد في شهر مارس/آذار الماضي، افتتاح ملعب طرابلس في احتفالية حضرها رئيسي المجلس الرئاسي محمد المنفي وحكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وآلاف الجماهير، وذلك بعد عامين من بداية عملية صيانة وتجديد، تم خلالها تركيب عشب صناعي وطبيعي على أرضية الملعب يوافق المواصفات الدولية.
وقال مسؤولون إنه يطابق أرضية ملعب "سانتياغو برنابيو" بإسبانيا، وذلك بتكلفة وصلت إلى 100 مليون دينار.
إلا أن الليبيين تفاجأوا بعد 3 أشهر من افتتاحه، بالوضعية الكارثية لأرضية الملعب، بعدما نشر مدونون صورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضحت تدهور حالة الملعب.
وظهرت العديد من الفراغات التي تخلو من العشب الذي بدا تالفا وغير صالح للعب، الأمر الذي أثار غضبا واسعا.
وتساءل مدون يدعى محمد سبيعي: "من المسؤول عن فساد الأرضية بعد الملايين التي صرفت على صيانته؟"، بينما أثارت حالة الملعب استغراب مدون آخر يدعى صالح البدوي ليعلق "هل يعقل أن يصبح عشب الملعب هكذا رغم أن المباريات التي لعبت فيه قليلة جدا، لا يوجد فساد أكثر من هذا".
من جهته، دعا المدون عبد الوهاب خليل إلى فتح تحقيق في شبهة وجود فساد وإهدار للمال العام في عملية صيانة ملعب طرابلس، وعلّق قائلا "أرضيه ملعب طرابلس اللي كلفت ميزانيه الدوله بالافتتاح رقم خرافي وعلى أساس نفس أرضيه الكامب نو، الجميع تمني ملعب يقارع أحسن الملاعب العربيه والإفريقية، ليفاجئ بالشكل الحالي للأرضية ولعب بطولة السداسي في الملاعب الإيطالية بتكلفة كبيرة من المفترض توجيهها لإعادة صيانته".
يذكر أن الاتحاد الليبي لكرة القدم، كان أعلن استضافة إيطاليا مباريات الدوري السداسي بالدوري الليبي الممتاز لكرة القدم، بسبب الطلب الذي تقدمت به الأندية، من أجل توفير إمكانات أكثر من حيث الملاعب وتقنية حكم الفيديو المساعد.
وردا على الانتقادات التي طالت أرضية ملعب طرابلس الدولي، قال مدير جهاز تطوير المراكز الإدارية إبراهيم تاكيتة، في ندوة صحفية أمس الاثنين، إن الأمر يتعلّق بتجفيف أرضية الملعب عبر تعطيشها لإزالة العشب الشتوي استعدادا لزراعة البذرة الصيفية لتكون جاهزة بعد 28 يوما، وذلك تحت إشراف الشركة المنّفذّة.
وأشار إلى أنّ هذا الأمر معمول به في المرافق الرياضية في كل دول العالم.