بعد 3 شهور من حادث إسقاطها أثناء سباق رسمي، كشفت لاعبة منتخب مصر للدراجات للسيدات جنة عليوة عن تفاصيل الحادث وكيف صعدت اللاعبة شهد إلى الأولمبياد رغم قرار إيقافها.
وقالت جنة عليوة لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، إن يوم الحادث تعمدت اللاعبة شهد سعيد إسقاطها عن دراجتها ولم يكن حادثا عابرا، وذلك بسبب إحراز نادي "أكتوبر" الذي تلعب باسمه مع شقيقتها للفوز في سباق تم في اليوم الذي سبق الحادث.
وقالت جنة إنها تعرضت للسب بألفاظ نابية، "كما ظلت تسير خلفي طوال مدة السباق، وتعمدت إسقاطي مرتين لكنها فشلت، قبل أن تقترب قرب نهاية السباق مني وتدفعني أرضا في تعمد واضح للجميع، وكان من الواضح أن كل هذه الأمور بتعليمات من مدربها".
وأكدت اللاعبة جنة أن "حكام السباق الذين شهدوا الواقعة في شهر أبريل الماضي، تقدموا بتقارير تثبت أن ما حدث كان تعمدا من اللاعبة شهد، ولم يكن إسقاطا بالصدفة، وهو ما أدى إلى اتخاذ القرار بإيقافها عن اللعبة لمدة سنة".
وفي موقف غريب لا يعكس تقديرا للموقف، قالت جنة إنه تم استدعاؤها من قبل الاتحاد يوم الأول من مايو الماضي، رغم حالتها الصحية وإصابتها البالغة بدعوى مخالفتها لقوانين الاتحاد بعمل محضر رسمي ضد اللاعبة التي أسقطتها، وأنها كانت تستعد لإجراء جراحة بعدها بيوم واحد فقط، دون أي مراعاة للموقف أو للحالة الصحية.
من جانبه، قال رئيس اتحاد الدراجات وجيه عزام في مداخلة لبرنامح "يحدث في مصر" على قناة MBC مصر، إن الاحتكاك بين اللاعبين في سباقات الدراجات أمر طبيعي ويحدث كثيرا، مؤكدا "ممكن حد يخبط حد كتف، سواء متعمدا أو غير متعمد وكلها أمور واردة وعادية".
وأضاف عزام أنه تتم الآن اجتماعات لبحث أمر سفر اللاعبة المعاقبة شهد سعيد من عدمه إلى أولمبياد باريس، كما أكد أن الأمور تتجه إلى اتخاذ قرار بعدم سفر اللاعبة شهد، لكننا بانتظار الإجماع على قرار.
أما رئيس اللجنة الأولمبية المصرية ياسر إدريس، فقال إن قرار سفر شهد من عدمه يتوقف على الإجراءات القانونية التي ستتخذها اللجنة الأولمبية واتحاد الدراجات، وأن القرار سيعلن يوم الأحد القادم.
كما أكد إدريس أن شهد حتى لو عوقبت ستقضي فترة عقوبتها وتعود لممارسة اللعبة مرة أخرى.
وأكد أن قرار إيقافها لمدة سنة صدر من اتحاد الدراجات محليا، ولكن الشق الأخلاقي في الأمر يدفعنا إلى إيقافها لمدة سنة بشكل عام وليس محليا فقط.
من جانبها، تحدثت جنة عن إصابتها بسبب تعمد إسقاطها، حيث تعرضت لكسر بعظمة الترقوة والكتف، وتم تركيب مسمار و7 شرائح لها، وأنها الآن تخضع لإعادة تأهيل لتتمكن من ممارسة اللعبة مرة أخرى.
وفي رد غريب وعلى عكس ما يتمناه كل المتعاطفين معها، قالت جنة إنها تتمنى سفر اللاعبة شهد إلى أولمبياد باريس، مؤكدة أن مستواها لا يؤهلها أن تكون في المركز الأخير، ولم يسبق لها الفوز بأي سباق محلي، موضحة أنها لا تقصد التقليل منها، ولكن هذا هو مستواها الرياضي و"أثناء قيامها بدفعي في السباق كانت تنافس على المركز الثالث".
وقالت اللاعبة جنة إنها كانت تتمنى من الاتحاد معاقبة اللاعبة شهد لأن الرياضة هدفها الأول الأخلاق، وما حدث معي لم يحدث مع أحد في أي دولة في العالم، متسائلة عن سبب مشاركة اللاعبة شهد سعيد في الأولمبياد "هل هي مكافأة عما حدث معي، والعقاب يكون لي بإصابتي؟".
وقررت السلطات المصرية فتح تحقيق رسمي في مشاركة لاعبة منتخب مصر للدراجات شهد سعيد بأولمبياد باريس رغم إيقافها على خلفية إصابتها لزميلتها جنة عليوة عمدا، في إحدى البطولات المحلية وإبعادها نهائيا عن اللعبة.
وقررت وزارة الشباب والرياضة أمس الخميس، مخاطبة اللجنة الأولمبية لدراسة موقف مشاركة اللاعبة شهد سعيد في أولمبياد باريس وفقاً للمواثيق الدولية والقواعد الأخلاقية.
وأرسلت الوزارة خطاباً للجنة الأولمبية المصرية للتوجيه بشأن إعادة دراسة موقف مشاركة اللاعبة والإجراءات التي قام بها الاتحاد في هذا الشأن وموافاة الوزارة بتقرير تفصيلي وفقاً للوائح المحلية والدولية المرتبطة في هذا الشأن.
وطالبت الوزارة بمراعاة كافة المواثيق والمعايير الرياضية الدولية، والأخذ بعين الاعتبار القواعد الأخلاقية الحاكمة للمنظومة الرياضية.
وتستحوذ قضية تعمد اللاعبة شهد إسقاط وإصابة زميلتها جنة على اهتمام المصريين بشكل كبير خلال اليومين الماضيين، وأحدثت أنباء سفر اللاعبة شهد إلى أولمبياد باريس موجة غضب عارمة، كانت أحد الأسباب الرئيسية في إقالة الإعلامي الرياضي أحمد شوبير وإلغاء عقده مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على خلفية تصريحاته المدافعة عن سفر شهد في حلقة برنامجه أول أمس الأربعاء.