المستثمرون يتجاوزون ضجة الذكاء الاصطناعي نحو فرص طويلة الأجل من الإنفاق الحكومي


الرياض - العربية Business 29/09/2025 12:53 PM

يتطلع بعض أكبر المستثمرين في العالم إلى ما هو أبعد من طفرة الذكاء الاصطناعي، ليشمل الإنفاق طويل الأجل من جانب الحكومات لمواجهة الضغوط الجيوسياسية والتكنولوجية والديموغرافية التي من المتوقع أن تُعيد تشكيل الأسواق خلال السنوات القليلة المقبلة.

ويُوزّع مديرو الأصول استثماراتهم على قطاعات البنية التحتية، والتحول في مجال الطاقة، والرعاية الصحية، والدفاع، للاستفادة من التحفيز المالي من الحكومات، حتى في ظلّ نقاش وول ستريت حول مدى استدامة ارتفاع الأسهم المُدفوع بالذكاء الاصطناعي.

وقال مارك هافيل، كبير مسؤولي الاستثمار في إدارة الثروات العالمية في بنك يو بي إس، إن الكثير من المستثمرين "قللوا من تقدير التأثير الذي قد يُحدثه هذا (التحفيز) على الأصول الحقيقية والمالية" مع تزايد المخاوف بشأن تضخم الديون المالية لبعض الدول، بحسب "رويترز".

وأضاف هافيل، في منتدى رويترز للأسواق العالمية، أن شركته، التي تُشرف على أصول بقيمة 4.5 تريليون دولار، "تستثمر بشكل موضوعي بالتوازي مع ما تفعله الحكومات"، مُنوّعةً استثماراتها في مجالات مثل الطاقة والموارد والرعاية الصحية والدفاع.

وسيضيف مشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق الشامل في الولايات المتحدة، الصادر في يوليو، تريليونات إلى الدين الحكومي من خلال تمديد التخفيضات الضريبية المطبقة منذ الولاية الأولى للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وزيادة تمويل أمن الحدود والدفاع، وتقليص ميزانيتي الرعاية الصحية "ميديكير" و"ميديكيد".

ويحظى الدعم المالي في أوروبا بالقدر نفسه من الأهمية، حيث تعززت المعنويات بفضل صندوق البنية التحتية الألماني، البالغة قيمته 500 مليار يورو (586 مليار دولار)، والمُعفى من قيود الديون الصارمة، وتعهدات أعضاء الناتو برفع الإنفاق الدفاعي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي.

وقال أنطونيو كافاريرو، رئيس الاستثمارات في شركة جنرالي لإدارة الأصول، التي تدير أصولًا بقيمة 430 مليار دولار: "التحفيز المالي دائمًا هو عنصر أساسي في أداء الأسواق المالية".

وأضاف أن حجم واستمرار هذه الالتزامات المالية على جانبي الأطلسي غير مسبوقين مقارنةً بدورات السوق السابقة، مضيفًا أن إعادة التنظيم الهيكلي التي تدفعها ستستمر لسنوات.

وتابع أن الطاقة النووية، والبنية التحتية للطاقة، والابتكار في التكنولوجيا الحيوية، والدفاع، هي قطاعات "لا يمكن للسوق تجاهلها"، محذرًا من أنه "في مرحلة ما، سنحتاج إلى التعامل مع هذه الديون".

ويعزى ارتفاع في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 14% تقريبًا هذا العام إلى الزخم المرتبط بالذكاء الاصطناعي، مقابل مكاسب أكثر تواضعًا بلغت 9.5% في مؤشر ستوكس 600 الأوروبي القياسي.

لكن مؤشر الفضاء والدفاع في هذا الأخير قفز بما يقارب 68%، ما يُظهر أن الأولويات المالية تدفع قطاعات الدفاع والصناعة للصعود، حتى في بيئة سوقية أوسع لا يزال يهيمن عليها الذكاء الاصطناعي.

وتتوقع سايرا مالك، كبيرة مسؤولي الاستثمار في شركة إدارة الأصول الأميركية "نوفين"، التي تدير أصولًا بقيمة 1.3 تريليون دولار، أن تتوسع مكاسب الأسهم لتتجاوز قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة لتشمل القطاعات الدورية، والشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة، وفرص الاستثمار ذات القيمة.

وقالت إن "الأداء المتفوق للولايات المتحدة ليس الخيار الوحيد هذا العام، وذلك بفضل ضعف الدولار".


المصدر : alarabiya.net تاريخ النشر : 29/09/2025 12:53 PM

Min-Alakher.com ©2025®