بينما يستعد فريق العين الإماراتي لمواجهة مضيفه يوكوهاما مارينوس الياباني يوم السبت في ذهاب نهائي بطولة دوري أبطال آسيا لكرة القدم، يأمل مشجعو الفريق البنفسجي في أن يتمكن فريقهم أخيراً من فك عقدة الدور النهائي، عقب خسارته آخر مواجهتين له بهذا الدور في نسختي 2005 و2016.
ويتطلع العين للخروج بنتيجة إيجابية من ملعب يوكوهاما من أجل تسهيل مهمته في لقاء الإياب ضد منافسه، الذي يقام بملعب هزاع بن زايد يوم 25 مايو الجاري، أملا في التتويج باللقب للمرة الثانية، بعدما سبق أن أحرز كأس البطولة موسم 2002 - 2003.
وقدم العين، الذي يسجل ظهوره الرابع في دوري أبطال آسيا، موسما مميزا في البطولة، بعدما أطاح بالعديد من الفرق المرشحة خلال مسيرته في المسابقة، من بينها النصر والهلال السعوديان.
وفي مشواره في البطولة، خاض العين 12 مباراة، حقق خلالها 8 انتصارات وتعادلا وحيدا، فيما تلقى 3 هزائم، وأحرز لاعبوه 28 هدفا، فيما استقبلت شباكه 18 هدفا.
ويمكن للأرجنتيني هيرنان كريسبو مدرب العين الاعتماد على مزيج مثالي من الشباب والخبرة مع تواجد لاعبين في ذروة مسيرتهم، رغم خوض الفريق اللقاء بدون مهاجمه التوغولي كودجو لابا.
ويعتبر الجناح المغربي سفيان رحيمي أخطر الأوراق الرابحة للعين، حيث سجل 11 هدفا خلال حملة الفريق بالنسخة الحالية للمسابقة، ليتربع على صدارة الهدافين، بفارق 5 أهداف أمام أي لاعب مازال في المسابقة.
ورغم أنه لم يكن مهاجماً صريحاً، كان رحيمي في حالة جيدة على صعيد التهديف في دوري أبطال آسيا، حيث هز الشباك في 8 مباريات خلال لقاءات فريقه الـ12، بما في ذلك 7 أهداف في الأدوار الإقصائية.
كما ساهم رحيمي أيضاً بتقديم تمريرتين حاسمتين، مما يعني أنه يتفوق على جميع اللاعبين في المسابقة من حيث مساهمات الأهداف بمجموع 13 هدفاً، في حين أن تسديداته الـ23 على المرمى هي أيضاً الأعلى في البطولة هذا العام، وفقا للموقع الرسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
كما يبرز في صفوف الفريق الإماراتي أيضا المدافع الإيفواري كوامي كواديو، أحد اكتشافات أكاديمية أسيك ميموزا الشهيرة في بلاده، حيث كان بمثابة صفقة مميزة للعين منذ انضمامه عام 2019، وتطور ليصبح من أفضل المدافعين في الإمارات وفي دوري أبطال آسيا هذا الموسم.
ولعب كوامي 1020 دقيقة في البطولة مع العين، أكثر من أي لاعب آخر في المسابقة خلال الموسم الحالي، حيث شارك أساسياً في 11 من أصل 12 مباراة لفريقه قبل خوض النهائي.
كما قام كوامي، 23 عاماً، بقطع الكرة أمام منافسيه 26 مرة، أكثر من أي لاعب آخر في البطولة، كما برز أيضاً في الطرف الآخر من الملعب من خلال تسجيل هدفين.
وتعول جماهير العين أيضا على تألق الحارس المخضرم خالد عيسى، الذي شارك في أكثر من 70 مباراة بدوري أبطال آسيا، قاد خلالها الفريق لنهائي نسخة عام 2016.
وفي النسخة الحالية، قام عيسى بـ45 تصديا، أكثر من أي حارس آخر، وحافظ على نظافة شباكه في 3 لقاءات، كما يعتبر الحارس الإماراتي، 34 عاما، هو الوحيد في البطولة الذي نجح في عمل 10 تصديات أو أكثر في 3 مباريات بالمسابقة أمام الأهلي والهلال والنصر.
ويبدو العين على النقيض على الصعيد المحلي هذا الموسم، حيث تلاشت حظوظه في التتويج بأي لقب داخل الإمارات في الموسم الجاري، بعدما ودع كأس رئيس الدولة من دور الثمانية أمام اتحاد كلباء في أبريل الماضي.
كما خسر العين نهائي كأس مصرف أبوظبي أمام الوحدة في المباراة النهائية بهدف نظيف مطلع الشهر الجاري، فيما ابتعد أيضا عن صراع المنافسة على لقب الدوري الإماراتي هذا الموسم، حيث يتواجد في المركز الثالث حاليا بفارق 16 نقطة خلف الوصل (المتصدر).
ولم يذق العين طعم الانتصار سوى مرة وحيدة خلال لقاءاته المحلية السبعة الأخيرة، حيث كان ذلك في لقائه الأخير بالدوري الإماراتي، حينما تغلب 1 - صفر على مضيفه خورفكان يوم الاثنين الماضي.
وبخلاف كودجو لابا، يفتقد العين خلال اللقاء أيضا خدمات عمر أتزيلي لأسباب فنية، حيث غاب عن بعثة الفريق المسافرة إلى اليابان.
من جانبه، خاض يوكوهاما، الذي صعد لنهائي أبطال آسيا للمرة الأولى في تاريخه، 12 مباراة خلال حملته الحالية في البطولة، حيث حقق خلالها 8 انتصارات، مقابل تعادل وحيد و3 هزائم، وسجل لاعبوه 21 هدفا، ومني مرماه بـ13 هدفا.
وعقب تخطيه عقبة أولسان هيونداي الكوري الجنوبي، الحاصل على اللقب القاري مرتين، بفارق ركلات الترجيح في الدور قبل النهائي، أصبح فريق المدرب الأسترالي هاري كيويل على بعد مباراتين فقط من رفع الكأس المنشودة.
ويضم يوكوهاما عددا من العناصر التي لعبت دورا هاما في صعود الفريق للنهائي، في مقدمتهم المهاجم البرازيلي أندرسون لوبيز، الذي أحرز 6 أهداف مع الفريق بالمسابقة هذا الموسم.
ويمكن القول إن تهديد يوكوهاما من الأطراف هو أكبر نقاط قوته، حيث تسبب الجناحان البرازيليان يان ماثيوس وايلبر في حدوث مشاكل كبيرة لدفاعات المنافسين حتى الآن، كما أن اللعب المترابط بين الظهير كين ماتسوبارا مع ماثيوس في الجهة اليمنى يزيد من خطورة الهجوم على نطاق واسع.
ونظراً لأن يان ماثيوس، صاحب القدم اليسرى، غالباً ما يختار الاختراق في العمق، فإن انطلاقات ماتسوبارا لا تضمن فقط دخوله في مواقف عرضية خطيرة، ولكنها تشكل أيضاً خدعة للمنافسين.
عندما يكون ماتسوبارا، 31 عاماً، مستحوذاً على الكرة، يكون لديه القدرة على تقديم تمريرات عرضية دقيقة ويتمتع بتسديدات قوية من مسافات بعيدة.
على الصعيد المحلي، لا يختلف حال يوكوهاما كثيرا عن العين، حيث عجز عن تحقيق أي فوز خلال آخر 4 مباريات بالدوري الياباني، ويعود آخر انتصار له في المسابقة المحلية إلى 10 أبريل الماضي، عندما انتصر 2 - صفر على جامبا أوساكا.
وأثار يوكوهاما المزيد من القلق لجماهيره، عقب خسارته 1 - 2 أمام مضيفه أوراوا ريد دياموندز، يوم الاثنين الماضي، في البروفة الأخيرة له قبل مواجهته القارية المرتقبة، حيث تجمد رصيده عند 16 نقطة في المركز الحادي عشر، عقب خوضه 11 لقاء في المسابقة.
وتشهد المباراة أيضا مواجهة من خارج الخطوط بين المدربين كريسبو وكيويل، حيث يتجدد الموعد بينهما بعدما سبق أن التقيا في نهائي دوري أبطال أوروبا، حينما كانا لاعبين، عامي 2005 و2007.
وساهم كيويل في تتويج فريقه ليفربول الإنجليزي بدوري الأبطال عام 2005 على حساب ميلان الإيطالي، الذي كان يضم كريسبو آنذاك، في المباراة النهائية، قبل أن يثأر الفريق اللومباردي من تلك الخسارة، ويفوز باللقب على حساب ليفربول في نهائي نسخة 2007، بحضور الأسترالي والأرجنتيني.