قال الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، آندي جاسي، إن المدير الناجح ليس بالضرورة أن تكون أفكاره صحيحة دائماً، ولكنه يمتلك القدرة على الاستماع إلى وجهات نظر متنوعة، ويمكنه تقييمها بشكل متقن واتخاذ أفضل القرارات للعملاء والشركات

ويعتقد جاسي أن معظم قادة الأعمال غالباً ما يفهمون هذا الأمر بشكل خاطئ، معتقدين أن أفكارهم هي الأفضل دائماً، لكن ما يجب عليهم فعله حقيقة، هو التركيز على جمع الأشخاص المناسبين في مكان واحد، والاستماع إلى آرائهم، واتخاذ أفضل القرارات.

وفي شركة أمازون، يتم تعليم الموظفين أن القادة الجيدين "على حق، كثيرًا". وهذا لا يعني أن رئيسك يعرف أكثر منك، أو أن أفكاره الأولى هي الأفضل دائمًا. بل يعني أن أفضل القادة على استعداد للاستماع إلى مجموعة من وجهات النظر - وخاصة تلك التي قد تختلف عنهم - ولديهم حكم جيد بما يكفي لاختيار أفضل طريقة للمضي قدمًا، كما قال الرئيس التنفيذي لشركة أمازون آندي جاسي في مقطع فيديو نشرته "أمازون" في وقت سابق من هذا الشهر، وفقا لتقرير نشرته شبكة "CNBC" الأميركية، واطلعت عليه "العربية Business".

من عجيب المفارقات أن جاسي يرى القادة يخطئون في هذا المفهوم بشكل متكرر، كما قال. وأشار إلى أن الفكرة التي تأتي من رئيسك ليست بالضرورة أفضل فكرة ممكنة.

وقال جاسي: "نحاول الوصول إلى أفضل إجابة ممكنة للعملاء، أياً كانت فكرتهم". وأضاف أن وظيفة الرئيس غالبًا ما تكون الحصول على "الأشخاص المناسبين في مكان واحد" لتقديم ملاحظاتهم وأفكارهم، حتى يتمكنوا من الاستماع ووزن الخيارات المحتملة.

قال جاسي إن مبدأ "الصواب، الكثير" "هو في الواقع وكيل للحكم" - لأنه يصل إلى جوهر ما إذا كان بإمكانك الاستماع إلى مجموعة من الآراء المتنوعة والتوصل إلى أفضل قرار ممكن للشركة وموظفيها وعملائها.

لا يهم إذا كانت فكرتك أم لا

أمازون ليست الشركة الوحيدة التي تقدر الأشخاص الذين يمكنهم تغيير رأيهم. لقد أعجبت قدرة ستيف جوبز على تغيير رأيه بسرعة وغالبًا خليفته، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة أبل تيم كوك.

قال كوك في مؤتمر خلال عام 2012: "هذه موهبة، لأن الأشياء تتغير، ويتطلب التغيير شجاعة. يتطلب الأمر شجاعة للقول، "كنت مخطئًا". أعتقد أنه كان لديه ذلك".

تُظهر الأبحاث أن المرونة المعرفية هي مفتاح التعلم والتكيف واتخاذ القرارات الجيدة. قال جاسي في مقطع الفيديو الأخير إن القدرة على البحث والاستماع إلى مجموعة من وجهات النظر المستنيرة، وتغيير رأيك عند الضرورة، أمر مهم بشكل خاص عندما تستكشف منطقة مجهولة.

"غالبًا ما أشكك في معتقداتي الأكثر رسوخًا حول موضوع معين لمعرفة ما إذا كانت صحيحة حقًا"، قال جاسي، مضيفًا: "المفتاح هو إشراك الأشخاص المناسبين في تقديم الملاحظات والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة ثم التفكير في أفضل إجابة ممكنة للعملاء أو للشركة. لا يهم إذا كانت فكرتك أم لا".

عدم الرغبة في التحدث أولا

كان مؤسس أمازون جيف بيزوس معروفًا برغبته في أن يكون آخر شخص يتحدث في الاجتماعات، عندما كان الرئيس التنفيذي للشركة. كان يريد من موظفيه التعبير عن أفكارهم قبل أن يدلي برأيه، حتى لا يتأثروا بآرائه - وإلا، فقد يحاول الجميع الموافقة عليه، كما قال بيزوس لمذيع البودكاست ليكس فريدمان في ديسمبر.

يستخدم جاسي نفس التكتيك، حيث قال: "في العديد من أفضل الاجتماعات التي أحضرها، لم أضطر أبدًا إلى التعبير عن رأي".