إقبال متزايد على الملابس الذكية.. تجمع بين الراحة ومراعاة البيئة


باريس: فرانس برس 04/10/2025 03:47 PM

كانت الابتكارات النسيجية مثل القمصان سهلة الكي، والأقمشة المقاومة للبقع، والألياف المضادة للبكتيريا، مخصصة فقط للملابس الرياضية أو المهنية، لكنها بدأت اليوم تظهر في عالم الملابس الجاهزة بهدف تسهيل الحياة اليومية للناس مع مراعاة الاعتبارات البيئية.

يقول رئيس شركة "بالا تيكستيل" الفرنسية للمنسوجات المتقدمة أوليفييه بالا، في حديث إلى وكالة "فرانس برس": "اليوم، تسعى الماركات الفاخرة وماركات الملابس الجاهزة إلى التميّز وتقديم ما هو أبعد من الجانب الجمالي، إذ توفّر لزبائنها الراحة والتكنولوجيا المدمجة في الألبسة".

الفكرة بسيطة: توفير قطع تُلبي احتياجات المستهلكين، من خلال الجمع بين المظهر والجانب العملي والابتكار في المنسوجات.

تعبيرية عن الملابس الذكية - آيستوك
تعبيرية عن الملابس الذكية - آيستوك

ملابس ذكية

وحاليا، هناك شركات ناشئة متخصصة في هذه الملابس الذكية من بينها ماركة "سيبيا" الإسبانية التي تأسست عام 2016 وافتتحت حديثا متجرها الثاني في إسبانيا، وفازت بالجائزة الوطنية للابتكار للشركات الصغيرة والمتوسطة لعام 2025.

يقول مؤسسها فيدي ساينز دو روبليس: "نصمم ملابس يومية، ونسعى جاهدين إلى تطبيق كل التقنيات والابتكارات التي ظهرت في قطاع المنسوجات لتسهيل حياة الناس".

يضيف هذا المهندس الذي يعمل من كثب مع مُصنعي الألياف والأقمشة المُبتكرة إن "الزبائن يبحثون بشكل متزايد عن الراحة" مع "ملابس عملية وسهلة العناية وأكثر استدامة".

تُقدم الماركة مجموعة كاملة من القمصان، والسراويل، والبدلات، والسترات، بتصاميم كلاسيكية وألوان حيادية مصنوعة من أقمشة مُصممة لمنع الطيات والاستغناء تاليا عن الكي.

تحقق هذا التطور بفضل ألياف تقنية تتميز بتركيبة ونسيج معينين، يولدان تأثيرا طبيعيا مضادا للطيات.

وفي فرنسا، استكشفت ماركة "سيغيل" هذا المجال أيضا منذ تأسيسها عام 2014.

تعبيرية عن الملابس الذكية - آيستوك
تعبيرية عن الملابس الذكية - آيستوك

أسعار أعلى

يقول بيرتران دوران-غاسلان، أحد مؤسسيها، إن الماركة تستخدم أليافا صناعية عالية الأداء، وهي مواد "مبتكرة جدا" و"مقاومة بدرجة كبيرة للتآكل"، والتمزق، وتكون الوبر"، مما يجعل الملابس تدوم لفترة أطول.

بالإضافة إلى ذلك، تستخدم الشركة معالجات نهائية تجعل الأقمشة مضادة للسوائل والبقع، وتسهل عملية الغسل.

من خلال استخدام ألياف طبيعية معينة، مثل صوف الميرينو، تسعى الماركة أيضا إلى توفير منتجات تساعد على تنظيم حرارة الجسم وطاردة للروائح.

في حين تُعد أسعار هذه الملابس مرتفعة نسبيا، تؤكد الشركات أن منتجاتها أكثر متانة ولا تتطلب صيانة تُذكر.

إلى جانب الراحة، تندرج هذه الابتكارات أيضا في إطار رؤية بيئية واعية. فقطاع الملابس يُعد من أكثر المجالات تلويثا للبيئة، إذ يمثل نحو 10% من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم، بحسب البنك الدولي.

يشير فيدي ساينز دو روبليس إلى أن جزءا كبيرا من البصمة البيئية للملابس لا يأتي من تصنيعها، بل من صيانتها.

يلفت إلى أن نحو 60% من الأثر البيئي الإجمالي ناتج عن المستخدم نفسه، خلال غسل الملابس أو استخدام المنظفات أو الكي.

ويؤكد أن تقليل دورات الغسيل، والحد من استخدام المكواة، أو اختيار قطع ملابس أكثر استدامة، من شأنها كلها أن تُحدث "تأثيرا بيئيا إيجابيا".

تقول جولييتا ميرسيرا، الخبيرة في الاستدامة في معرض "بروميير فيزيون" المُتخصص في الابتكارات النسيجية والذي عُقد في باريس في منتصف سبتمبر (أيلول): "ثمة اتجاه متزايد لفهم المواد بشكل أفضل وتعلم كيفية العناية بها لإطالة مدة صلاحية الملابس".

تتبع "سيغيل" النهج المعاكس تماما للموضة السريعة التي تستخدم مرة واحدة ثم ترمى. ويشدد برتران دوران-غاسلان على أن "البيئة لا تقتصر على تصنيع الملابس فحسب، بل تتعلق أيضا بكيفية استخدامها".


المصدر : alarabiya.net تاريخ النشر : 04/10/2025 03:47 PM

Min-Alakher.com ©2025®