ضمن مهرجان جرش منذ أسابيع، أحيا الفنان والمؤلف الموسيقي والمنتج أسامة الرحباني حفلاً بمشاركة الفنانة هبة طوجي التي تميزت في أدائها وحضورها وصوتها وأغنياتها، (حسب وصف معظم من حضر الحفل).
واعتبر الرحباني المسرح منبراً ثقافياً وفكرياً، ومن الضروري بقاؤه نشيطاً لأن الثقافة من أساسيات أي بلد، وذلك خلال لقاء مع "العربية نت" تحدث فيه عن مهرجان جرش في الأردن، قائلاً إن الأغاني والموسيقى التي قدمها هناك تحاكي الحب والظلم والفرح، وأشار إلى أن المنحى الغنائي لديه كانت له دائماً علاقة بالإنسان والأرض والمجتمع والحب والفن، وهذا ما يفسر بعده كل البعد عن الأغاني الاستهلاكية السائدة اليوم.
وأشار أيضاً إلى أن معظم المسرحيات التي قدمها منفرداً أو مع والده كانت هادفة وتعالج قضية اجتماعية أو سياسية أو دينية، من بينها "وقام في اليوم الثالث"، "آخر يوم"، و"روميو وجولييت" التي كانت تعالج الصراع الطائفي بين المناطق في بيروت خلال الحرب الأهلية حيث كانت العاصمة اللبنانية مقسّمة بين "شرقية" و"غربية"، بالإضافة إلى مسرحية "دون كيشوت" وغيرها.
ويشكل الرحباني ثنائية فنية ناجحة، برأي كثيرين، مع الفنانة هبة طوجي التي يعتبرها "منارة فنية متوهجة"، وكان أطلق سابقاً في عالم الشهرة عدداً من الفنانين مثل لوريت حلو، كارول سماحة، يوسف الخال، وديع أبي رعد، وقدّم عدة أعمال مع الفنان غسان صليبا في بعض الأغاني وفي أكثر من مسرحية.
وتحدث عن والده الفنان الراحل منصور الرحباني، فأوضح أنه لا يزال يعيش في منزله، لذلك نجد بصمته ولمسته في كل زاوية في المنزل، وهو يشتاق له ويتذكره في كل لحظة، فهو ابن منصور نعم، لكنه بعد مرور اثنين وأربعين عاماً على بداية عمله على خطى والده في التأليف الموسيقي والمسرح الغنائي والإنتاج وإطلاق أصوات ومواهب لفنانين أصبحوا اليوم نجوماً، يرى أسامة أنه بمثابرته واجتهاده صنع اسمه وبنى شخصيته الفنية الخاصة به، نعم هو متأثر بوالده ويعتبره "الينبوع" الأساسي الذي ورث منه الحكمة والهدوء والثقافة والجدية وغيرها من الصفات، فأصبحت لديه شخصية فيها، كما يقول، من هذا المزيج من ثقافات متعددة ومواهب مختلفة.
قال أيضاً: إذا سألتِني عن الأخوين رحباني، عاصي ومنصور، وعن فيروز، فكأنك تسألينني عن أشخاص نشأت وترعرعت في ظلّهم فهم موجودون بأعمالهم المحفورة في ذاكرتي، هم عبارة عن "محيط" من الجمال أختار كل يوم أغنية لفيروز لأستمع إليها، لا أستطيع اختيار شعر أو موسيقى محددة للأخوين رحباني، باختصار هما عبارة عن أسطوانات متعددة ومتنوعة، تفرحين وترتاحين عند سماعها ورؤيتها.
وختم حديثه عن إمكانية زواجه قريباً فأكد أن اللقاء مع نصفه الثاني أمر "يدبره الله"، "فأحياناً تكونين قريبة من موضوع الارتباط لكن ما يمنعك هو الخوف من تحمل المسؤولية أو ربما الأنانية"، لكنه في النهاية على يقين أن الزواج "قسمة ونصيب"، وهو يترك هذا القرار للقدر.