شهد اليوم الثالث من أسبوع باريس للأزياء الراقية أحد أكثر العروض المُنتظرة في روزنامة هذا الموسم. إنه العرض الأول لدار Valentino بعد أن تسلّم أليساندرو ميكيالي مهام الإدارة الإبداعية فيها، فكيف بدا التعاون بين هذا المُصمّم المُثير للجدل وهذه الدار الفرنسيّة العريقة التي يعود تأسيسها إلى العام 1960 على يد فالنتينو غارافاني؟
أطلق ميكيالي على مجموعته الأولى من الأزياء الراقية لدار Valentino عنوان Vertigineux بالفرنسيّة أي "مُسبّب للدوّار" بالعربيّة. وهو كان استقال من مهام الإدارة الإبداعيّة في دار Gucci وانتقل إلى دار Valentino بعد استقالة مديرها الإبداعي السابق بيارباولو بيتشولي في شهر مارس من العام 2024.
تألّفت مجموعة Valentino من الأزياء الراقية لربيع وصيف 2025 من 48 إطلالة مُفعمة بالحضور المسرحي والطابع الدرامي. وقد تزيّن مسرح العرض في قصر "برونيارت" الفرنسي بشاشات إلكترونيّة عملاقة ظهرت عليها كلمات اختارها المُصمّم بعناية، فيما ظهرت العارضات بإطلالات مُستوحاة من أرشيف الدار الفنّي تطلّب تنفيذها حرفيّة عالية وخيال غير محدود.
أراد ميكيالي أن يجمع في تصاميمه بين الفلسفة والموضة. وقد تطلّب تنفيذ التصاميم التي وضعها آلاف الساعات من العمل الدقيق في مشاغل الدار. وهو نجح في تحويل الياقات المُزيّنة بالكشاكش، والأزهار المُزخرفة، والأكمام المُنتفخة إلى أزياء راقية تُثبت أن التقاليد والابتكار يمكن أن يتواجدان بتوازن تام فيما بينهما. وهو حرص على إظهار القوة التحويليّة للأزياء الراقية من خلال الاعتماد على إطلالات ذات طابع درامي وعلى المُبالغة في أحجام الأزياء والتفاصيل المُستعملة في تنفيذها وفي تنسيقها مع اكسسوارات ذات طابع سريالي.
كان لافتاً عدم ذكر أي مؤشّر زمني للموسم الذي يرتبط به هذا العرض، أما سبب ذلك فيعود إلى القرار الذي اتخذه أليساندرو ميكيالي بأن دار Valentino لن تُقدّم سوى عرضاً واحداً للأزياء الراقية خلال العام بهدف توفير الوقت للحرفيين في الدار لتنفيذ كل مجموعة، فالأزياء الراقية بالنسبة لدار Valentino هي شكل من أشكال الفن الذي لا يرتبط بموسم مُعيّن. وهذا يعني أنه في العام 2025 لن تُقدّم الدار سوى عرضين آخرين مُخصّصين للأزياء الجاهزة: الأول لخريف وشتاء 2025-2026 والثاني لربيع وصيف 2026.
في تعاون مع دار Valentino، أعاد ميكيالي التأكيد على أهمية الأزياء الراقية كحرفة حيّة وديناميكيّة وتُشير رؤيته الغنيّة بالرمزيّة والترف إلى فصل جديد وجريء في تاريخ هذه الدار الفرنسية العريقة.