فقد المراهقون الأميركيون ثقتهم في شركات التكنولوجيا الكبرى، وفقًا لتقرير جديد صادر عن "Common Sense Media"، وهي منظمة غير ربحية تقدم مراجعات وتقييمات للوسائط والتكنولوجيا، والتي تشمل مؤخرًا منتجات الذكاء الاصطناعي.

في الدراسة التي صدرت يوم الأربعاء، استطلعت المنظمة آراء أكثر من 1000 مراهق حول ما إذا كانت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "غوغل" و"أبل" و"ميتا" و"تيك توك" و"مايكروسوفت" تهتم برفاهيتهم وسلامتهم، وتتخذ قرارات أخلاقية، وتحمي بياناتهم الخاصة.

وأبلغ غالبية المراهقين عن انخفاض مستويات الثقة في شركات التكنولوجيا هذه، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business".

وقال ما يقرب من نصف المراهقين إن لديهم ثقة ضئيلة أو معدومة في أن الشركات ستتخذ قرارات مسؤولة حول كيفية استخدامهم للذكاء الاصطناعي.

انعدام الثقة في شركات التكنولوجيا الكبرى

ويشير التقرير الى تزايد انعدام الثقة في شركات التكنولوجيا الكبرى في أميركا لسنوات، ولا سيما مع الكشف عن جمع الحكومة الشامل للبيانات في عام 2013، فضلا عن فضيحة البيانات التي تورطت فيها شركة الاستشارات كامبريدج أناليتيكا، بالاضافة الى تسريبات المبلغة عن مخالفات "فيسبوك" في عام 2021 التي تشير إلى أن شركة ميتا كانت على علم بأضرارها على المجتمع.

هذا بالاضافة إلى جلسات الاستماع المتعددة في الكونغرس حيث استجوب المشرعون الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا الكبرى بشأن سلامة التطبيقات وقضايا مكافحة الاحتكار والخوارزميات الضارة.

يقول تقرير "Common Sense" إن 64٪ من المراهقين الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع لا يثقون في شركات التكنولوجيا الكبرى في الاهتمام بصحتهم العقلية ورفاهيتهم و 62٪ لا يعتقدون أن الشركات ستحمي سلامتهم إذا أضرت بالأرباح.

أكثر من نصف المراهقين الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع (53٪) لا يعتقدون أيضًا أن شركات التكنولوجيا الكبرى تتخذ قرارات تصميم أخلاقية ومسؤولة.

لا يعتقد 52٪ آخرون أن شركات التكنولوجيا الكبرى ستحافظ على أمان معلوماتهم الشخصية و 51٪ لا يعتقدون أن الشركات عادلة وشاملة عند النظر في احتياجات المستخدمين المختلفين.

وليس من المستغرب أن يؤثر انعدام الثقة في التكنولوجيا على آراء المراهقين حول الذكاء الاصطناعي أيضًا، حيث لا يعتقد 47% من المشاركين في الاستطلاع أن هذه الشركات ستتخذ قرارات مسؤولة بشأن استخدامها للذكاء الاصطناعي.

تستند الدراسة الجديدة إلى أبحاث سابقة أجرتها "Common Sense" حول تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي بين المراهقين وتركز أيضًا على كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على المشهد الإعلامي الأوسع.

على سبيل المثال، وجدت أن 41% من المراهقين الذين شملهم الاستطلاع أفادوا بأنهم تعرضوا للتضليل من خلال الصور المزيفة عبر الإنترنت، و35% تعرضوا للتضليل من خلال المحتوى المزيف عبر الإنترنت بشكل عام، وتساءل أكثر من ربعهم (28%) عما إذا كانوا يتحدثون إلى روبوت أو إنسان.

وقال ثلث المراهقين أيضًا إن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيجعل من الصعب الوثوق بدقة المعلومات عبر الإنترنت.

ويرتفع هذا الرقم إلى 40% إذا كان المراهقون قد تعرضوا للخداع سابقًا من خلال محتوى مزيف أو مضلل.

شكوك في المحتوى عبر الإنترنت

يشير التقرير إلى عدم وجود حالة من عدم اليقين بشأن المحتوى عبر الإنترنت، على الرغم من أن هذه ليست مشكلة جديدة على الويب.

ومع ذلك، يبدو أن الذكاء الاصطناعي لا يساعد في حل هذه المشكلة على الرغم من الإجابات الموثوقة التي تقدمها روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.

لاحظ حوالي 39% من المراهقين الذين شملهم الاستطلاع مشاكل في مخرجات الذكاء الاصطناعي عند استخدامه للمساعدة في الواجبات المدرسية.

بالإضافة إلى ذلك، قالت غالبية المراهقين الذين شملهم الاستطلاع في الولايات المتحدة (74%) إن ضمانات الخصوصية والشفافية ضرورية لإدارة الذكاء الاصطناعي.

ويعتقد 74% إن شركات الذكاء الاصطناعي يجب أن تثني الناس عن مشاركة المعلومات الشخصية على منصتها، وقال 73% من المراهقين إن صور الذكاء الاصطناعي والمحتوى الآخر يجب أن يتم تصنيفها ووضع علامة مائية عليها.

ونتيجة لافتقار المراهقين إلى الثقة والوتيرة السريعة لتطوير الذكاء الاصطناعي، يعتقد 35% من المراهقين أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيجعل من الصعب الوثوق بالمعلومات عبر الإنترنت.